عادي

آفات المفاصل.. حالات التهابية شائعة

00:11 صباحا
قراءة 5 دقائق
آفات المفاصل.. حالات التهابية شائعة

تحقيق: راندا جرجس

تضم مشكلات المفاصل عدداً كبيراً من الأمراض التي تصيب الجهاز الحركي، وينجم عنها تلف سطحي في أي مفصل بالجسم، ويصاحبها في أغلب الحالات آلام وتيبس وتورم في المنطقة المصابة، وتتراوح شدتها بين الخفيفة والحادة والمزمنة، وتظهر بشكل أكبر عند الاستيقاظ مبكراً، وتشير الدراسات إلى أنها تستهدف النساء بثلاث مرات أكثر من الرجال، وخاصة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و60، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مجموعة من آفات المفاصل الشائعة والأسباب وخيارات العلاج. 
يوضح د. مازن الزعبي، أخصائي أمراض الروماتيزم، أن الروماتيزم مصطلح واسع يستخدم لوصف الحالات المختلفة التي تسبّب آلاماً مزمنة ومتقطعة، وتؤثر غالباً على المفاصل أو الأنسجة الضامة، ويشمل أكثر من 200 حالة مختلفة، بما في ذلك التهاب المفاصل و«الروماتيزم غير المفصلي» أو «متلازمة الألم الإقليمي» أو «روماتيزم الأنسجة الرخوة»، ويشار إليه عادةً باسم التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو اضطراب التهابي مزمن يؤثر في المقام الأول على المفاصل، وتعدّ من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة الجسم، ما يؤدي إلى تورم مؤلم وتآكل العظام وتشوه المفاصل، ويمكن أن يؤثر هذا المرض على أعضاء أخرى بخلاف المفاصل، بما في ذلك الجلد والعينان والرئتان والقلب والأوعية الدموية، ولذلك يعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي مشكلة صحية معقدة ومهمة تتطلب إدارة شاملة.

1


يوضح د.الزعبي أن داء الروماتيزم يمكن أن يؤثر على أي شخص، ولكن يتم تشخيصه على الأغلب لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عاماً، وتعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي من الرجال بنسبة 3:1 تقريباً، وتجدر الإشارة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة، ويمكن أن تزيد العوامل البيئية، مثل التدخين والتعرض لبعض أنواع العدوى، من قابلية حدوث المرض أيضاً.
ويبين د.الزعبي أن أعراض الروماتيزم تختلف من شخص لآخر، ولكنها تشمل عادةً آلام المفاصل والتورم والتيبس، وخاصة في وقت الصباح أو بعد فترات من عدم النشاط، وتؤثر على المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين أولاً، ويمكن أن ينتشر إلى المفاصل الأكبر مع تقدم المرض، وتشمل العلامات الأخرى التعب والحمى وفقدان الشهية.
ويضيف: يتم التشخيص من خلال مجموعة من التقييم السريري والاختبارات المعملية ودراسات التصوير، ويمكن أن تكشف فحوصات الدم عن علامات الالتهاب والأجسام المضادة المحددة المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كما تساعد الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية، في تقييم مدى تلف المفاصل والالتهاب.
يلفت د.الزعبي أن عدم التدخل المبكر لتشخيص وعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة، ويتسبب الالتهاب المستمر في تلف المفاصل والتشوهات أو إعاقة كبيرة، كذلك في خطر الإصابة بهشاشة العظام ومتلازمة النفق الرسغي وأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية، ويسبب أيضاً مشكلات الرئة والتهاب العين والأوعية الدموية.
يؤكد د.الزعبي على أن علاج الروماتيزم يهدف إلى التحكم في الأعراض وتقليل الالتهاب ومنع تلف المفاصل والأعضاء، وعادةً ما ينطوي على مزيج من الأدوية كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتسكين الألم، والكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب، والأدوية المضادة للروماتيزم لإبطاء تقدم المرض، كما تُستخدم أيضاً العوامل البيولوجية، التي تستهدف مكونات محددة من الجهاز المناعي، في الحالات الأكثر شدة، بالإضافة إلى ضرورة تغييرات نمط الحياة. 
ويتابع: يعدّ العلاج الطبيعي والتمارين المنتظمة أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على مرونة المفاصل وقوتها، وفي بعض الحالات، يكون التدخل الجراحي ضرورياً لإصلاح أو استبدال المفاصل التالفة، كما يعدّ العلاج المبكر والقوي أمراً أساسياً لإدارة التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل فعال وتحسين نوعية الحياة للمصابين.
التهاب المفاصل
يذكر د. أحمد بندق، أخصائي أمراض الروماتيزم، أن التهاب المفاصل يستهدف مفصلاً واحداً أو أكثر، أو قسماً من العمود الفقري، ويصاحبه الشعور بألم وتيبس وانتفاخ وتورم واحمرار وصعوبة في الحركة، ويمكن أن يرافقه حدوث التهابات في المكان المصاب، ويمكن أن يؤدي الإهمال في العلاج إلى مضاعفات شديدة تصيب اليدين وتعيق العمل اليدوي المعتاد، وتحد من الحركة الطبيعية أو الجلوس المريح.

1


ويضيف: تظهر التهابات المفاصل على الأكثر في بعض العائلات دون غيرها نتيجة العوامل الوراثية للمرض، كما تزيد فرصة حدوثها لدى كبار السن، وتُعدّ النساء هنّ الأكثر عرضة عن الرجال، كما تساعد الإصابات السابقة على زيادة الاحتكاك، وتسبّب التهابات مع تقدم العمر، وتجدر الإشارة إلى أن زيادة وزن الجسم تؤدي إلى ارتفاع نسبة الأحمال على المفصل، وخصوصاً مفصلي الركبة والفخذ.
يوضح د.بندق أن تشخيص التهابات المفاصل، يتمّ عن طريق إجراء بعض الفحوصات الطبية التي تشمل: تحليل وفحص الدم والبول وسائل من المفصل، لتحديد نوع الالتهاب، وعمل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتنظير المفصل للتعرف إلى شكل ونوع ودرجة الالتهاب والمضاعفات المتوقع حدوثها.
يشير د.بندق إلى أن علاج التهابات المفاصل، يعتمد على وصف الأدوية المسكنة للآلام، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومضادات الروماتيزم لتغيير طابع المرض، والأدوية البيولوجية التي يتم دمجها مع محولات التفاعل البيولوجي، وهي مواد مهندسة وراثياً تهدف إلى كبح عمل جهاز المناعة، ويمكن أن يُسهم العلاج الطبيعي في معالجة أنواع مختلفة من المشكلات، ويفيد أداء التمارين الرياضية في زيادة مدى الحركة، وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، ويمكن اللجوء للتدخل الجراحي بعمليات استصال الغشاء الزلالي، واستبدال او تثبيت المفصل، ويمكن أن تُسهم المحافظة على وزن صحي والمواظبة على ممارسة الرياضة البدنية بشكل دائم في تقليل خطر الإصابة.
النقرس والحمية
يلفت آميت كومار، أخصائي طب العظام، إلى أن داء النقرس يعتبر من أشكال التهاب المفاصل، ويستهدف أصحاب الوزن الزائد، والأشخاص الذين يتناولون حمية غذائية غنية باللحوم الحمراء والبروتينات، والمصابين بارتفاع معدل الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، ومن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالنقرس، ويظهر في الفئة العمرية 30 إلى 50 عاماً.

1


ويضيف: يظهر داء النقرس في البداية بسبب تراكم مستويات حمض البول في الدم، من دون دلالات واضحة، ويتطور في المرحلة الثانية لالتهاب المفاصل النقرسي الحاد، حيث تبدأ العلامات بألم في مفصل الأصبع الكبرى في القدم على الأغلب، ثم تتفاقم وتتوهج الحالة في المرحلة الثالثة، وتزداد الأعراض في المرحلة الرابعة، وتتسبّب في مضاعفات مزمنة تتمثل في: تلف المفاصل، وتيبّسها وتشوّهها، وتشكل بلورات اليورات داخل المفصل، وتؤدي إلى ضرر للغضروف المفصلي وحصوات الكلى. 
يؤكد د.كومار على أن علاج داء النقرس يعتمد على العلاجات الدوائية التي تشمل مضادات الالتهاب والسيطرة على نوبات الالتهاب الحادة، والوقاية من حدوثها في المستقبل، عن طريق خفض معدلات حمض اليوريك في الدم، كما يفيد في إدارة المرض الالتزام بالوزن المثالي مع التوقف عن المشروبات الغازية والكحوليات والعصائر المحلاة لاحتوائها على سكر الفركتوز الذي يعمل على تكوين حمض اليوريك، وخفض معدل تناول الوجبات الغنية بالبيورين والبروتينات الحيوانية وثمار البحر، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي».
4 نصائح تحد من تطور الأعراض
يعاني عدد كبير من الأشخاص من مشكلات المفاصــل، التي تؤثـــر سلباً على الحركة وممارسة الأنشطة اليومـــية؛ حيث إن أبرز الأعراض التي تصـــاحبها تتمثل فـــي التيبس والتــــورم والآلام، ولذلك يشير خبراء الصــــحة بضرورة الالتزام بنمط الحياة والعلاجات والتدابير المنزلية لإدارة هذه الآفات، والسيطرة عليها قدر الإمكان، حتى لا تتفاقم الحالة، ومن أهمها: 
1- يفيد وضع الكمادات الساخنة أو الكمادات الباردة على المناطق المصابة في التخفيف من آلام التهاب المفاصل.
2- يُشكل الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على المفاصل التي تحمل الجسم، ولذلك يعدّ التخلص من الكيلوجرامات الزائدة أمراً جيداً، حتى تزداد القدرة على الحركة والحد من الإصابات. 
3- تلعب ممارسة التمارين الرياضية دوراً في الحفاظ على مرونة المفاصل، وتعدّ السباحة والرياضات الهوائية المائية من الخيارات الجيدة؛ حيث إن القابلية للطفو على الماء تعمل على تقليل الضغط على المفاصل الرئيسية التي تحمل وزن الإنسان.

4- توضح الدراسات أن استخدام العصي وحشوات الأحذية والمشايات عند الحركة يمكن أن يُسهم في حماية المفاصل وتحسين قدرة المصاب على أداء المهام اليومية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdebw4pf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"