عادي

رغم مشاعر الغضب.. هل تصوت «فلسطين الصغيرة» لكامالا هاريس؟

01:41 صباحا
قراءة 3 دقائق

بريدجفيو - أ ف ب
على مشارف مدينة شيكاغو، وفيما يجتمع المندوبون الديمقراطيون في إطار مؤتمرهم العام بزخم وحماسة، لتثبيت مرشحتهم للانتخابات الرئاسية، يوجه بعض سكان «فلسطين الصغيرة» رسالة مختلفة إلى كامالا هاريس.
يؤكد علي إبراهيم الذي يدير مخبزاً في بريدجفيو في ولاية إيلينوي: «لن يحصلوا على أصواتنا هذه السنة»، موضحاً، وقد لف عنقه بخريطة فلسطين: «ولا نريدهم في الرئاسة». وتضم ضاحية شيكاغو هذه أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة.
وترفرف الأعلام الفلسطينية في المنطقة، فيما ترفع المتاجر لافتات بالانجليزية والعربية، تدعو للتظاهر احتجاجا على الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل فيما حصيلة القتلى في قطاع غزة تستمر بالارتفاع، متخطية الـ 40 ألفاً.
والاثنين، نظمت احتجاجات أمام المركز الذي يستضيف المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، واقتحم محتجون السياج الأمني دون تشكيل أي تهديد على أمن المؤتمر. وسلط انطلاق المؤتمر على بعد 24 كيلومتراً تقريباً في وسط شيكاغو الهوة القائمة بين الأمريكيين من أصول فلسطينية، والحزب الديمقراطي، وكذلك بينه وبين الجالية العربية الكبيرة في البلاد، والتي كانت تصوت بكثافة للديمقراطيين.
وتؤكد سوزان ناصر الأستاذة الجامعية البالغة 46 عاماً: «نشعر بالغضب والاستياء».
وتضيف: «لا يمكنهم أن يتوقعوا أن نصوت لهم عندما لا تنسجم قيمهم وسياساتهم ومبادئهم مع قيمنا ومبادئنا».
«خيانة»
وواصل جو بايدن دعمه لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.وألحقت الحملة العسكرية الإسرائيلية دماراً هائلاً بالقطاع، مخلفة كارثة إنسانية أدت إلى نزوح غالبية السكان.
ويرى علي ابراهيم أن جو بايدن وكامالا هاريس «كان بإمكانهما بسهولة الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وكان بإمكانهما وقف هذه الحرب منذ فترة طويلة».
وولدت سوزان ناصر العضو في تجمع الفلسطينيين الأمريكيين، في الأراضي الفلسطينية، ونشأت في بريدجفيو.
وتقول إن القاطنين في ضاحية شيكاغو عملوا جاهدين لضمان فوز بايدن في 2020،إلا «انهم يشعرون بالخيانة الآن».وتعتبر أن هذه الحرب بالنسبة لكثيرين ليست موضوعاً نظرياً يتعلق بالسياسة الخارجية.
وتوضح بصوت يغلب عليه التأثر: «أحد طلابي خسر 35 من أفراد عائلته. وفقد الاتصال مع آخرين، ولا يعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا».
- مرشحة جديدة، سياسات جديدة
واعتمدت هاريس أحياناً لهجة مختلفة عن بايدن، داعية إلى وقف لإطلاق النار في مارس/ آذار الماضي، قبل أن تترشح للانتخابات الرئاسية.لكن في الفترة الأخيرة وخلال حملتها الانتخابية، رفضت الدعوات لحظر إرسال أسلحة إلى إسرائيل.
ويقول محمد باسط البالغ 38 عاماً: «هل قامت بما يكفي حتى الآن؟ كلا. هل ستفعل؟ نأمل ذلك»، مشدداً على ضرورة حصول تغير فعلي في سياسة الإدارة الأمريكية.
وقد لا يحصل الحزب الديمقراطي في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني على أصوات «فلسطين الصغيرة» والجاليات العربية الأخرى التي يقيم عدد كبير من أفرادها في ولاية ميشغن المجاورة، حيث المنافسة فيها على أشدها.
وتؤكد سوزان: «ندرك أن ولاية رئاسية أخرى لترامب ستشكل كارثة»، فيما تشدد على أن الجالية الفلسطينية منحت بايدن «متسعاً من الوقت ليغير الوجهة».
ولم تكشف هاريس عن سياستها الخارجية والداخلية، ولم يتضح بعد ما العلاقة التي ستقيمها مع الأمريكيين من أصول فلسطينية، إلا أن البدايات كانت متعثرة.
فعندما حاول محتجون على الحرب قطع خطاب لها في ميشغن هذا الشهر، قالت غاضبة: «إذا أردتم لدونالد ترامب أن يفوز فقولوا ذلك صراحة. عدا ذلك، أنا أتولى الكلام».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zpwc9yn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"