عادي
مع انطلاق ماراثون «العودة إلى المدارس»

مغالاة غير مبررة في أسعار الحقائب والقرطاسية

01:17 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
جانب من القرطاسية

تحقيق: يمامة بدوان
بالتزامن مع الاستعداد لبدء موسم العودة إلى المدارس، انطلق ماراثون الأهالي في تسوّق احتياجات أبنائهم من حقائب مدرسية، وأدوات القرطاسية، وغيرها من المتطلبات، كما الحال قبل بداية كل عام دراسي، إلا أن المغالاة في أسعار أغلبية السلع «المدرسية»، خيّم على شكاوى ذوي الطلبة الذين عبّروا عن استيائهم الشديد جرّاء الارتفاع غير المبرر في الأسعار، واصفين الأمر بأنه «سيرك شبه موسمي»، يتكرر قبل بدء العام الدراسي خلال فترة العروض الترويجية، التي تغلب عليها عبارات رنانة، وألوان زاهية، بهدف جذب الأيدي الشرائية.
«الخليج» تجوّلت في عدد من منافذ البيع والمكتبات، حيث رصدت ما يشبه الكرنفال الترويجي، في حملات تخفيضية أطلقتها محال البيع، على متطلبات الطلبة للمراحل الدراسية كافة، حيث خصصت أغلبيتها مساحات عرض واسعة، غلبت عليها تصاميم مبتكرة.
قالت زينب عبدالهادي، إن الأمر يتكرر كل عام، وبات أشبه بعروض السيرك، فكل منفذ بيع يسعى لاستقطاب الأهالي لتسوّق الاحتياجات المدرسية، من خلال إطلاق شعارات ترويجية، بعضها يكون مخادعاً، إلا أن ارتفاع الأسعار هو الأمر الذي ادى لإزعاج للأهالي، حيث إن كلفة تجهيز طالب واحد قد تصل إلى 2000 درهم، والتي تشمل حقيبتَي الكتب والطعام، وأدوات القرطاسية، كالأقلام والدفاتر، ما يرهق أيّ عائلة، بخاصة من لديها أكثر من طالبين في المراحل المدرسية.
كذلك الحال بالنسبة إلى ولي الأمر سعيد الأتيرة، الذي عبّر عن استيائه الشديد من كثرة المغالاة في أسعار الحقائب المدرسية، بالرغم من جودتها المتوسطة.
في المقابل، أوضحت دلال القيسي، أنها كل عام تتفادى الوقوع في فخ محال البيع، التي تتقن فن جذب الأيدي الشرائية، لكثرة العروض التي تطلقها بالتزامن مع موسم العودة للمدارس، حيث توجهت لتسوّق متطلبات أبنائها من منافذ أقل سعراً وجودة، لأنها على يقين بأن المنتجات ذات السعر المرتفع، والتي تحمل علامات تجارية معرضة للتلف والتمزق، حالها حال المنتجات الأخرى، وهي بذلك وفّرت على نفسها مشقة الصرف الزائد، الذي يقابله الحصول على سلع سريعة التلف.
وقالت إن شراء حقائب ذات علامات تجارية عالمية، بذخ يجب التوقف عن ممارسته، لأن الطلبة لا يمتلكون رفاهية التمييز بين «الماركات»، ويتطلعون في كل فصل دراسي إلى تغيير حقائبهم.
مجاراة «المصداقية»
وفي السياق ذاته، قال عبدالعزيز طاحون، بائع في إحدى المكتبات، إن توفير متطلبات موسم العودة للمدارس يعتمد على مجاراة أماكن البيع الكبرى في المقام الأول، بخاصة أن لديهم إمكانية تنفيذ عروض ترويجية أكثر جاذبية من المكتبات، لأسباب عدة، أبرزها اتساع مكان العرض لديهم، وشمولية المنتجات الخاصة بالموسم الدراسي، إلا أنهم لا يستطيعون منافسة «المصداقية» التي تتمتع فيها المكتبات، بخاصة أن هناك فروقات سعرية في أدوات القرطاسية تصل إلى نحو 50%، كأقلام التلوين والرسم، والدفاتر بمختلف أحجامها، ما يجعل الأهالي يتسوقون القرطاسية من المكتبات، وباقي الاحتياجات كالحقائب وإكسسواراتها من المنافذ الكبرى.
خيارات شرائية
من جهتها، أكدت منافذ بيع وتعاونيات، الاستعداد التام لموسم العودة للمدارس 2024-2025، من خلال إطلاقها حملات ترويجية، تراوح بين 50-60%، على مختلف اللوازم المدرسية، حيث أكد الدكتور سهيل البستكي، الرئيس التنفيذي للعلاقات المجتمعية في تعاونية الاتحاد، أن التعاونية خصصت العديد من الحملات الترويجية بجميع فروعها ومراكزها المنتشرة في إمارة دبي، والبالغ عددها 27 فرعاً، و8 مراكز تجارية، للعودة للمدارس بنسبة خصومات تصل إلى 60% على مجموعة واسعة من اللوازم المدرسية، والقرطاسية، والإلكترونيات، التي تعتبر الأكثر طلباً من قبل الطلبة حالياً، لتلبية احتياجات أولياء الأمور، وتوفير سلع وخيارات شرائية بأسعار تنافسية.
وبيّن أن التعاونية أطلقت أيضاً ضمن حملاتها الترويجية للعودة للمدارس حملة «اربح رسوم الدراسة»، حيث يمكن للمتسوقين الفوز بقسط دراسي بقيمة 25 ألف درهم، أسبوعياً، ولمدة 7 أسابيع في حال إنفاق 100 درهم في أي من فروع تعاونية الاتحاد، أو المراكز التجارية التابعة لها قبل 15 سبتمبر 2024.
فرص التوفير
بينما، أوضح جان لوك جرازياتو، الرئيس التنفيذي للعمليات في الإمارات لدى ماجد الفطيم للتجزئة «كارفور»، الحرص على تزويد العملاء بتجربة تسوّق شاملة، وتوفير عروض حصرية على كل المستلزمات، التي تشمل مجموعة واسعة ومتنوعة من المنتجات التي تلبّي مختلف الاحتياجات.
تمديد العروض
وحول إقبال المستهلكين على التسوّق للمنتجات المدرسية، قال جان لوك جرازياتو إنه جرى تمديد عروض العودة إلى المدرسة، لتشمل 3 أسابيع متتالية، ابتداء من 15 أغسطس/ آب الجاري، إلى 5 سبتمبر/ أيلول المقبل، ما سيمنح الأهالي متسعً من الوقت لاختيار مستلزمات أطفالهم، وإنجاز استعداداتهم للموسم الدراسي الجديد.
وفي ما يتعلق بشكاوى بعض أولياء الأمور من ارتفاع قيمة هذه المنتجات، أكد الحرص على توفير تشكيلة واسعة من مستلزمات العودة إلى المدرسة بأسعار مُناسبة، وجودة عالية، في إطار التسهيل على أولياء الأمور في إيجاد كل ما يحتاجونه تحت سقف واحد، وبما يتناسب مع ميزانياتهم.
منصات «أون لاين» تشارك في العروض
باشرت أغلبية منصات التسوق الإلكتروني «أون لاين» في طرح عروضها الترويجية للموسم الدراسي الجديد قبل المنافذ التقليدية بفارق زمني كبير، مع توفير جميع المنتجات التي قد يحتاج إليها طلبة المدارس، من حقائب وأدوات قرطاسية، وصولا إلى ألعاب تعليمية وأجهزة إلكترونية، فضلاً عن تقسيم العروض إلى 3 مراحل دراسية، وهي: الإبتدائية، والثانوية، والجامعية.
وفي جولة «افتراضية» أجرتها «الخليج» في عدد من منصات البيع، تبيّن وجود فارق سعري بين أغلبيتها، منها طرح حقائب تعكس شخصيات كرتونية، سعر الواحدة نحو 400 درهم بعد خصم يصل إلى 33%، وعبارة جاذبة، تتمثل في «التوصيل غداً»، بينما هناك بعض المنصات التي تعرض خدمة «التوصيل إلى المنزل» بعد إتمام عملية الشراء بساعة واحدة فقط، ومقابل مادي محدود.
ومن خلال الجولة، تظهر بعض المنصات التي تعرض منتجات للطلبة من «علامات تجارية» عالية السعر، مع استخدام عبارات رنانة، منها «طفلك يستحق الأناقة في طريقه إلى المدرسة»، بينما عمدت بعض المنصات إلى طرح وجبات الفطور الصحية، والمياه المعبأة بزجاجات خاصة للطلبة، مع خدمة التوصيل اليومي، فيما خصصت بعض المنصات منتجات العناية الشخصية للطلبة، والأزياء المدرسية، والأثاث المكتبي، وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc7me6vh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"