موعد مع الحزم

نعم لم يكن الأداء أمام تايلاند على قدر الطموح الذي يرضينا، ولم يكن المستوى ذاته الذي تعودناه عليه من نجوم منتخبنا، خاصة وأن المباراة تقام على أرضنا وبين أحضاننا، ولم تكن المؤازرة والحضور بالشكل المطلوب، والذي كنّا نتمنى ونتوقع، كما كان عليه الحضور في الجولة الثانية أمام الكنغارو الأسترالي، ولكن حققنا المراد والمهم، وهو تحقيق الانتصار والحصول على النقاط الثلاث، التي أعادت إلينا التوازن الكامل في المجموعة، ولا يفصلنا عن المركز الأول والصدارة سوى نقطة واحدة فقط، والتي ينبغي أن ندرك جلياً، أن ممر العبور لتحقيق حلم الوصول، سيكون من بوابة لقاء جدة لحزم وحسم الأمور.
ورغم ذلك لن تكون الجولة القادمة، في ملعب الجوهرة، والتي سيتقابل فيها منتخبنا مع المنتخب السعودي الشقيق، وفارق النقطة التي تفصلنا، هي بالسهولة التي نظن وننتظر، والأخضر قد أظهر مستوى مختلفاً ومغايراً، عن مباراتيه في أولى الجولات، وبتحسن ملحوظ على مستوى أدائه، أمام الكنغارو الأسترالي، وستصبح المواجهة محل صراع بدني وتكتيكي بين الطرفين، لحزم الموقعة التي ستنبىء بحظوظ الفريق، الذي سيكمل المشوار وتكون له كلمة الفصل، في باقي منافسات البطولة، إن تمكن من حصد النقاط كاملة، والنقاط ال3 ستضع الأبيض على سكة مواصلة الحلم، في إعادة لصياغة مجدنا الكروي، وما دونها ستصعب مشوار المهمة وطريق العبور.
خلافاً لذلك، أصبحت المنافسة في المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية، بين أستراليا والسعودية والإمارات واليابان الذين أصبحوا من أقوى المرشحين للتأهل للمونديال، مما يعطي انطباعاً واضحاً، بأن باقي الجولات ستشهد الكثير من التقلبات والصراعات، والتفريط الآن في أي من النقاط سيبعدنا بشكل أو بآخر، نحن لذلك أمام فرصة استثمار المباراة القادمة، التي ستمنحنا أفضلية في قادم مباريات البطولة، وستمنحنا الدفعة المعنوية، لذا فالأبيض مطالب بالتركيز التكتيكي والذهني طوال مدة المباراة، وعدم إضاعة الفرص السانحة، كما حدث في مباراة تايلاند، وقد يؤدي التعادل مع الأخضر، لا سمح الله، إلى فقدان فرصة المنافسة لكلا الطرفين، مع وجود قوي لأستراليا واليابان.
نتمنى أن يحزم ويحسم المنتخب أموره من خلال هذه الجولة، ويصحح من هفواته وأدائه، ويقدم المستوى الذي تعودناه منه، خاصة مع عودة وتألق الثلاثي الهجومي، فهذا الجيل أمام فرصة مواتية، كي يصنع المجد ويدخل التاريخ، كفريق تأسس وتكونّ من أجل الوصول للمونديال، وحضوره الذي سطره منذ البدايات، للاقتراب من التأهل والصعود.