محاربو الصحراء

من خلف الكواليس
04:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

* أسعد المنتخب الجزائري أو محاربو الصحراء كما يحلو لأبناء وشعب بلد المليون شهيد الامة العربية من المحيط الى الخليج بفوز رائع ومستحق على المنتخب العاجي، الذي يضم ألمع نجوم الأندية العالمية بقيادة دروجبا وكالو وكيتا، حيث قدم الخضر أداء عالياً تجلت فيه كل فنون كرة القدم من قوة وجسارة وشطارة وحماسة ورجولة على مدار الاشواط الأربعة في المباراة الماراثونية التي جمعتهم مع منتخب الافيال الايفوارية الذين غاب نجمهم امام العواصف الخضراء التي داهمتهم من كل الاتجاهات .

استحق المنتخب الجزائري الفوز عن جدارة، كما استحق التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 عن جدارة أيضاً، ومن أبرز العوامل التي أسهمت في ترجيح كفة المنتخب الجزائري أنه احترم رفاق دروجبا وتعامل مع المباراة بذكاء وتكتيك عال، وتعتبر الجماعية في الأداء هي القاسم المشترك في المستوى العالمي للفريق الأخضر .

* عرف الرابح الاكبر سعدان مدرب الخضر من أين تؤكل الأفيال، وتعامل مع المباراة بالطريقة التي تكفل لفريقه الخروج ظافراً بالنتيجة، وكان له ما أراد وكان في إمكان الجزائر تحقيق فوز تاريخي على المنتخب العاجي وإنهاء المباراة في وقتها الأصلي لولا تطاير الفرص السهلة من تحت أقدام الخضر في لحظات التوهان وعدم التركيز التي كادت تصيب الدفاع العاجي في مقتل .

اللاعبون الأفارقة متهمون بأنهم لايجزلون العطاء لمنتخبات بلدانهم، كما يلعبون لأنديتهم الأوروبية خصوصاً أولئك الذين يلعبون في الأندية العالمية الكبيرة، بعكس لاعبي منتخبات عرب إفريقيا الذين يخلصون ويتفانون في الملاعب من أجل أعلام دولهم، وشاهدنا كيف انفعل وغضب صامويل ايتو كابتن الكاميرون عندما اتهمه أحد الإعلاميين بذلك .

* لم يحظ المنتخب الجزائري في أمم إفريقيا بالمساندة الجماهيرية التي اعتاد أن يحظى بها في المباريات التي لعبها بالتصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ولعل ذلك يؤكد أن المنتخب الجزائري لايفوز بسبب جماهيره التي أسعدها في وجودها، وعدم وجودها وأثبت أنه كبير في كل المواقف .

قدم المنتخب الجزائري درساً جديداً في كرة القدم عندما تفوق وتعملق على منتخب كبار النجوم الذي يضم ديديه دروجبا هداف تشلسي الانجليزي وأخطر مهاجمي الدوري الأقوى والأشهر في العالم، والحبيب كولو توريه مدافع ارسنال السابق ومان سيتي الحالي، ويحيى توريه القلب النابض لفريق برشلونة الاسباني وأحد صناع المجد الكاتالوني غير المسبوق في تاريخ أندية القارة العجوز وايمانويل ايبويه وأرونا كونيه وسالمون كالو نجم تشلسي وعبد القادر كيتا وياو كواسي وغيرهم من النجوم .

* ودع منتخب كبار النجوم العرس الإفريقي على يد كريم زياني وإخوانه عنتر يحيى وبوقرة ويزيد منصوري ومغني وشاوشي ورفيق حليش الذين يمكن أن نطلق عليهم منتخب الروح القتالية العالية، وإذا واصل الخضر المشوار بنفس المستوى ستكون لهم كلمة مسموعة في البطولة وسيعيدون أمجاد مونديال 1982 في 2010 .

* يطغى اللون الأخضر على كل الالوان هذه الأيام، فاز الشباب على الجزيرة وتغلب الامارات على الوحدة وخطف المنتخب الجزائري الاضواء في أمم افريقيا بفوزه على الأفيال، وكانت الفرحة لأسود الكاميرون بشعارهم الاخضر بعد تعادلهم مع منتخب تونس الخضراء التي حرمها سوء الطالع من التأهل إلى ربع النهائي الافريقي، وهناك منتخب زامبيا فهو أيضاً من قبيلة الخضر، والشعار الاحتياطي لمنتخب مصر هو اللون الأخضر مع تمنياتنا للفراعنة بالتوفيق أمام الكاميرون ومواصلة المسيرة في حملة الدفاع عن اللقب .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"