لن يتوقف الحلم

02:33 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
ما بين الفوز والخسارة، أحياناً، هفوة لاعب وعدم تركيز في لحظة ما، تسفر عنها ركلة جزاء أو هدف، وتخسر بسببها مباراة أو بطولة، وتمنح الفريق الآخر الفوز والانتصار، الخسارة أو الهزيمة موجودة في الرياضة دائماً، لكن أحداً لا يحب أن يراها أو يعيشها أو يسمع عنها، وفي المقابل لا أحد أيضاً يمكنه أن يتجنبها، وإذا كان للنصر حلاوة وفرحة، فكذلك للهزيمة مرارة وحرقة لا تُطاق، كما يقولون، ولربما نبالغ في ردة فعلنا وكيفية التعامل مع الخسارة، فلا نكتفي برفضها، بل نبحث عن المبررات والأسباب التي أدت إلى ذلك، أو عن كبش فداء، ويتحول الأمر من خسارة واردة، في أية مباراة رياضية، إلى جلد للذات، ومحاسبة قاسية للمتسببين فيها.
حدث الأمر الذي لم نكن نأمله، أو كان في الحسبان، بنهاية مباراتنا مع أستراليا، وخسر المنتخب في جولته الثانية، بعد ارتفاع سقف المعنويات والطموحات، بعد أن هزم الأبيض اليابان على أرضه، وللحضور الجماهيري المهيب الذي ملأ أركان الملعب، وبأن الأمر قد نكرره بالانتصار على أرضنا مع الكنغارو، ولكنه الأمر الواقع الذي أوجدنا أنفسنا فيه، بخسارة وأداء لم يكن مقنعاً ولا مقبولاً، وبأن الخسائر واردة كما هو الانتصار، ولكن ما يهمنا من ذلك هو الاستفادة واستخلاص الدروس، حتى لا نندفع بحماسنا، ونبالغ بشكل مفرط، الذي قد يأتي بنتائج عكسية، وخاصة في المباريات المقامة على أرضنا.
«أنتم الذهب ولايزال الطريق طويلاً والفرص متاحة»، فحينما تأتيك مثل هذه الكلمات المشجعة في الفوز والخسارة، من لدُنْ سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، لاشك في أنها تلهب الحماس والمعنويات، وتعزز بناء الثقة والروح من جديد، في نفوس اللاعبين والجماهير، وأن الحلم لايزال مشروعاً ومتاحاً للجميع، وبأفضلية تكبد الخسارة من بداية المشوار، لمعرفة مكامن الضعف والخلل لتصحيح المسار، وقراءة دقيقة ومتمعنة لبقية المنافسين.
لن يتوقف الحلم، وسنظل نقاتل حتى النهاية، مازال الأمل باقياً والإرادة متوقدة، لتجاوز الضغوطات والصعوبات، سواء على مستوى المنتخب في هذه التصفيات النهائية، أو على مستوى الأندية الآسيوية في تصفيات دور الثمانية للبطولة القارية، لنادي العين، بعد أن سَقَط في فخ التعادل السلبي، أمام ضيفه لوكوموتيف طشقند، الأوزبكي، في انتظار لمباراة الإياب، المقامة على أرض الأخير، أو النصر الذي يواجه أزمة غياب مهاجمه فاندرلي، بداعي تحقيق الاتحاد الآسيوي في وثائقه المقدمة.
تقول الحكمة «من يفقد ثقته بنفسه لحظة الخسارة تتضاعف خسارته».. وكل عام وأنتم بخير.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"