هيبة الملك

03:29 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
مقبول أن تنهزم في أية مباراة، إذا كنت في المقابل، قدمت ما يشفع لك، بالأداء والروح والعزيمة المطلوبة، وليس بالأداء الباهت المهزوز، وسيكون ممدوحاً كذلك، أن تخسر وقد حاولت أن تصل إلى مرمى خصمك، وزاحمته العطاء داخل أرضية الملعب، ولكن لن يرضى عنك الجمهور، الذي وقف يدعمك ويساندك، وهو يشاهدك تخسر مباراة تلو الأخرى، وتقدم الهدايا وتسهل مهمة المنافس، بالأخطاء والتمريرات الساذجة، والأداء السيئ الذي ظهر عليه اللاعبون، وبشباك تتقطع بالأهداف الغزيرة، ولم يشاهد منك أية ردة فعل إيجابية.
في كل الأحوال، الهزيمة والخسارة واردة في عالم كرة القدم، وخسارة الشارقة الأخيرة أمام الوحدة بالسبعة، تجعل الكل يتساءل ماذا أصاب الملك وحل به، بعد تلك التعاقدات والصفقات، والتي رشحه بموجبها كثيرون ليلعب دور الحصان الأسود، بفريق لم يقدم ما يشفع له حتى الآن، ولم يقدم الإضافة المرجوة والمنتظرة، ويلعب بلا روح أو طعم أو رائحة، وحتى اللاعبون المحليون، مازالت أقدامهم مكبَّلة، لا استماتة على شعار النادي، أو قتال داخل أرضية الميدان، أم أن الجيوب حينما امتلأت، أعمت فيهم الغيرة والحمية، وكشفت المستور من العيوب.
ما يصعب فهمه، هو أين ذهب اليوناني دونيس، عن اليأس والإحباط الذي أصاب الفريق، وخط الدفاع المخلخل، من دون أن يحرك ساكناً، أو يفعل ما يعيد الفريق إلى جادة الصواب، فكل مباراة أسوأ من سابقتها، ويظهر امتعاضه وعدم رضاه أمام الصحفيين فقط، وقد فتحت الإدارة خزائنها لإرضائه، بالأجانب الذين فضلهم، فليس من المنطق أن تنجح في الشارقة، كما فعلت في الهلال، وكذلك ليس من المعقول، أن تضيع هيبة وتاريخ الفريق، ولم تقدم من خبرتك، ما يسعفه للظهور بمستوى يرضي الطموح، في إطار مشروع «الملك الكبير» الذي تضعه الإدارة نصب عينيها، نعم هي لم تأت بك لتطالبك بالبطولة، ولكن بالعمل لبناء فريق خلال السنوات القادمة، قادر على إعادة أمجاد وهيبة الملكي.
الأمر ليس مرهوناً بأهمية التعاقدات، وبقيمة الصفقات، وبالتجديد لأبناء النادي لعدم الرحيل، ولا بإصدار بيان، لتخفيف وامتصاص صدمة الجماهير، الرهان معقود الآن على قدرة الإدارة، في العودة السريعة المناسبة، وتحديد الوصفة والمعادلة الأنسب للعلاج، لتدارك الفجوة التي خلفتها الهزائم المتلاحقة، واسترداد النحل الشرجاوي لعافيته، لتعود للملك هيبته المفقودة، وكذلك بقدرة الإدارة على المتابعة، ومحاسبة المقصرين أياً كانوا في خانة التنفيذ.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"