ظاهرة واضحة

بعد مرور عدد من جولات مباريات دوري الخليج العربي، برزت ظاهرة المستويات المتذبذبة وغير الثابتة للعديد من فرق الأندية، في المباريات عبر مختلف المسابقات، واتضحت الفروق المتفاوتة في الأداء، بين الصعود والهبوط وعدم الثبات على مستوى واحد، من خسارة لبعض الفرق، بفارق كبير من الأهداف، إلى فوز في المباراة التالية بفارق أكبر، ومن أداء بتكتيك عال في جولة من الجولات، إلى توهان وفقدان للسيطرة في مباراة أخرى، والغريب ليس في النتائج، فهذه تحصل مع كبار الفرق، ولكن بهبوط المستوى والأداء المخيب، لما بين شوطي مباراة الفريق الواحد، مما يربك حسابات وقناعات المدرب والإدارة على حدٍ سواء، ومدى قدرة الفريق على مواصلة الأداء الجيد، للمضي قدماً في دوامة المنافسات.
لذا تتطلع إدارات الأندية لمحو هذه الآثار السلبية، المترتبة من الأداء الغير متوقع، وظهور فرقها بمظهر مختلف ومغاير للأحسن، بتقديم مردود أفضل في المباريات المقبلة، يظهر ويبرهن قيمة العمل، الذي قامت به الإدارة للموسم الجديد، خاصة أمام جماهيرها والمراقبين، من المعسكرات التحضيرية والانتدابات، بسد حاجات ونقص الفريق، وتجاوز حمى البدايات المخيبة، ولن تألو الإدارة جهداً في استبدال الأوضاع، وإعادتها للمسار الصحيح، لتكون قادرة على ترميم صفوفها، ولو تطلب الأمر تغيير المدرب، كما جرت العادة في العديد من فرقنا المحلية.
مهما تكن الأسباب والنتائج المحتملة، لهذا المردود والمستوى المتفاوت، فالأمر يتطلب من الإدارات وقفة مبكرة، والتدخل السريع لمعرفة مكامن الخلل، حتى لا يتفاقم الوضع سوءاً، ويجد الفريق نفسه في مؤخرة الركب، يصارع في قاع الترتيب، فربما كانت الأمور من أسباب أخرى، أو مؤثرات خارجية مختلفة، ترتبط بالمدربين واللاعبين على حد سواء، فالأمر لا يحتاج أكثر من الدراسة والتحليل الدقيق، والتصويب المناسب لإعادة المياه لمجاريها، وتحسين الشكل العام ومن ثم صورة الفريق.
تظل أزمة الأندية في بداياتها المتعثرة، من واقع الخسائر المتتالية بسبب سوء الأداء، والتفريط في النقاط، الأمر الذي من شأنه أن يورط الفريق في دوامة الهبوط، والاصطدام مع الجماهير المتلهفة والمتعطشة، لكي يظهر الفريق بالصورة المثالية المشرفة، وتظل حمى البدايات ومباريات الجولات الأولى، المحك الأساسي لإقناع المراقبين والمتابعين بذلك، الأمر الذي يتطلب حرصاً كبيراً، وإمكانية فائقة لتطبيق الخطط التكتيكية للمدرب، والتركيز الذهني العالي للأداء الفردي والجماعي.