إسعافات أولية تراثية

04:31 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

دولة الإمارات العربية المتحدة، حصن حصين بقيادتها وحكومتها وشعبها، وهي حاضرة في حاضر الأيام وحضارتها.. وللإمارات أثرها في الحياة الماضية والحاضرة، ولها آثارها المتوافرة في كل زمان ومكان، المادية منها والمعنوية.. من ذلك، الأبراج والحصون والقلاع، في مختلف الأمكنة الإماراتية الممتدة من الماء إلى الماء، ومن اليابسة إلى اليابسة.. فتلك شواهد حية وحيوية تحكي تاريخ المنطقة، وتُشْهد العالم على عراقة الوطن الإمارات وأصالته.. لذا، لابد من أن تمتد إليها يد الترميم بين فينة وأخرى، حفاظاً عليها من التلاشي وسط تقلبات الزمن؛ كي لا تكون في قادم الأيام مجموعة من آثار كانت هنا، لتكون مجرد أطلالاً هناك، مجردة من الحياة ومن الحكايات التاريخيات..
في مناسبة كهذه، وفي مناسبة الجهود الحثيثة التي تبذلها دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، نحو صيانة أبراج وحصون وقلاع الإمارة، حماية لها من الاندثار، وحفاظاً على تواجدها الزمني والمكاني، نشهد اليوم إجراءات صيانة وترميم ل«برج الرمس» العتيق العريق. وفي مناسبة ما نشهده من إجراءات صيانة بين حين وآخر للآثار المادية المتمثلة في الأبراج والقلاع والحصون والأحياء وسواها من آثار ثرية بتواريخها الراسخة في ذاكرة الزمن، ثمة إجراءات أخرى يجب أن تتم حتى تواصل تلك الآثار تواجدها في الجغرافيا والتاريخ، وحضورها في حاضر الوقت وفي مستقبل البلاد عبر أجيال وأجيال:
أولاً، لابد من وضع لوحات تعريفية في الشوارع العامة والطرقات الداخلية كإرشاد للسياح وزائري مختلف المناطق في الدولة المشتملة على تلك الآثار، على اختلاف مسمياتها وأشكالها وأحجامها.
ثانياً، لابد من إدراجها في المناهج الدراسية في جميع المراحل التعليمية، بدءاً من رياض الأطفال، مروراً بالمدارس والمعاهد والكليات، وحتى الجامعات.. الحكومية منها والخاصة.
ثالثاً، لابد من تخصيص مساحة تعريفية لها في المواقع الإلكترونية لكافة المؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، وباللغتين العربية والإنجليزية.
رابعاً، ولابد من التنسيق بين المناطق التعليمية والجهات المسؤولة عن كافة الآثار، في مختلف إمارات الدولة، لتنظيم زيارات طلابية للتعرف إلى تلك الآثار ومآثرها، والإحاطة بتاريخ الوطن وجغرافيته المثبتة في الخريطة العالمية منذ آلاف السنين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"