ملحق بنات

على الوتر
03:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

منذ صدرت رواية بنات الرياض وأحدثت ضجيجاً وصخباً في المجتمع السعودي وحققت نجاحاً وتوزيعاً غير مسبوق، وشهرة لمؤلفتها رجاء الصانع، أصبح تناول عالم البنات هدفاً سواء للباحثين عن شهرة سريعة أو الساعين لتسليط الضوء على عالم كان مجهولاً ومحظوراً، وبالتالي صدرت العديد من الأعمال الأدبية والفنية التي ترد على بنات الرياض مثل بنات الرياض الصورة الكاملة للروائي السعودي إبراهيم الصقر، أو التي تحاكيها وآخرها مسلسل ملحق بنات الذي نتابع حلقاته وحكايات بناته حالياً على الشاشة .

بنات الرياض رواية تحكي عن 4 فتيات يبحثن عن الحب، وكل منهن شريحة اجتماعية وتعتنق نمطاً وأسلوباً للتفكير والتعاطي مع المجتمع والمشاعر والأحاسيس يختلف عن الأخريات، أما ملحق بنات فيتناول حكاية 5 فتيات يبحثن عن الحب والحياة والحرية والذات، وكل منهن تمثل أيضاً شريحة اجتماعية، ولها أسلوبها في التفكير والتعاطي مع الآخرين، من خلال قصة وسيناريو وحوار للكاتبة ليلى عبدالعزيز الهلالي وأخرجها عامر الحمود .

الفتيات الست يلتقين بشكل دائم في ملحق بأحد المنازل الكبيرة في مدينة الرياض وهو لعائلة من تلك التي تخصص لكل فرد فيها ملحقاً خاصاً، يلتقي فيه أصدقاءه ورفاقه بعيداً عن أعين أهل البيت والمتلصصين، وفيه تستقبل ابنة العائلة الثرية البرجوازية الجازي صديقاتها، ليتبادلن الحوار والنقاش كما كان يتبع في الصالونات الأدبية، مع فارق كبير وخصوصاً أن الحوارات كلها سطحية وغير ذات معنى سوى لأصحابها .

ظاهر النقاشات بين بنات الملحق هو استعادة حقوق المرأة والتمرد على السيطرة الذكورية على المجتمع من خلال استعراض هموم حواء ومعاناتها وحرمانها من بعض المكتسبات الإنسانية، ولكن باطنها النميمة والقيل والقال والأنانية المفرطة، وهو ما أدى إلى استفزاز الكثيرات واللواتي يعبرن على رفضهن لكل ما جاء في المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

الجازي صاحبة الملحق والمضيفة هي نموذج للتفاهة والاستغراق في حب الذات والاستهتار بكل شيء، وتجسدها وئام الدحماني التي بالغت في الأداء لنجد أنفسنا أمام شخصية مستفزة بصوتها وطريقة كلامها وتعبيراتها ومكياجها، وهي صورة تسيء للفتاة السعودية والخليجية، وتناقض طبيعة بنات حواء اللاتي حققن تفوقاً مشهوداً لهن في العديد من المجالات .

وعلى النقيض شخصية هيا وهي فتاة بسيطة ولديها مبادئ وقيم وتحترم العادات والتقاليد وهي ضحية جبروت شقيقها وضحية ظروفها، وبالرغم من عقدها النفسية، إلا أنها النموذج الأكثر إيجابية، وجسدتها الفنانة هيفاء حسين لتتفوق على نفسها فيها، بعد أن أضفت عليها ملمحاً كوميدياً وكسبت حب الناس وتعاطفهم وأضافت إلى رصيدها الفني من خلال عمل لن يضاف إلى رصيد الإنتاج الدرامي الخليجي .

وما بين الجازي وهيفاء نماذج أخرى منها أريج وتجسدها ألماس وهي فتاة متناقضة تظهر ما لا تبطن، تغني وهي ترتدي النقاب، وتقبل الزواج المسيار لأجل تحقيق أحلامها، وهناك لمى وتجسدها نجوى الكبيسي وهي الفتاة الرومانسية ضعيفة الشخصية التي تتورط في علاقات مع شباب وعندما تحاول الفكاك منهم يطاردونها وتعجز عن التخلص من تهديداتهم لها . وهناك نجلاء الفتاة المسترجلة التي تتمرد على الموروث وتسعى لتغيير العادات والتقاليد، وتجسدها ميسون الرويلي .

وأنت تشاهد المسلسل قد تتوه في فهم ما يريد توصيله، فلا تشك في قدراتك العقلية، لأن العيب أبداً ليس فيك، ولا تستغرب من المونولوجات الطويلة والحوارات المملة التي تدور بين البنات داخل هذا الملحق بعد أن جمعهن فيه المخرج وسلط عليهن الكاميرا وتركهن يتحدثن ويتحدثن لنجد أنفسنا أمام مسلسل إذاعي لا قيمة للصورة فيه، وكأنه يعيدنا إلى زمن بدايات التلفزيون .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"