الإمارات دولة التسامح

04:05 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ قيام اتحادها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971نموذجاً للمجتمع العالمي الذي يتسم بالتسامح والسلام. واستطاعت دولة الإمارات أن تبرهن للعالم على أن مجتمعها الذي يدين بالدين الإسلامي الحنيف ويتميز بالمحافظة على عاداته وتقاليده وثقافته هو مجتمع نموذجي يتميز بقيمه الإنسانية السمحة، فها هو اليوم يعيش بين ظهرانيه أكثر من 200 جنسية مختلفة من كل بقاع الأرض، متنوعين دينياً وثقافياً وعرقياً، والسبب يعود إلى مبادئ وقيم التسامح والتعايش والأخلاق الحميدة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسعى جاهداً لترسيخ الروابط الإنسانية بين مختلف فئات المجتمع. فالقائد المحب للخير والتسامح والسلام يجعل مجتمعه أكثر أمناً وحباً وسعادة، وكانت هذه مبادئ وقيم مؤسس الدولة، رحمه الله، لتصبح اليوم إحدى الركائز المهمة التي تدار بها الدولة. فالمجتمع الذي يسوده التسامح والسلام ينعم بالأمان والاستقرار، ويكون أكثر صلابة وتماسكاً أمام تحديات العصر وقوى الشر التي تسعى جاهدة إلى تفكيك المجتمعات النامية والمزدهرة.
إن حرص قيادة دولة الإمارات على نشر التسامح والسلام وغرس مبادئ التعايش في مجتمع دولة الإمارات أتى إيماناً بأن هذه القيم ضرورية لبناء مجتمع متعايش تلتقي فيه جميع الفئات على الوئام والسلام وقبول الآخر، ما يؤدي بالمجتمع إلى التقدم والازدهار والنهضة والقضاء على كل المشكلات التي تواجه المجتمعات،
فالتسامح والسلام يبنيان الفكر المتقبل للآخر، ويحميان المجتمعات من الكراهية والتعصب وروح العدائية.
تتسم المجتمعات المتسامحة بالوئام والقدرة على التطوير والازدهار، فالتسامح له دور مهم في رقي الحضارات، واليوم تضرب دولة الإمارات أكبر مثال للمجتمع الرحيم والمتسامح بمبادراته الإنسانية، وآخرها والتي هي متاحة إلى يومنا هذا «احمِ نفسك بتعديل وضعك»، المبادرة التي تعفي جميع مخالفي قانون دخول وإقامة الأجانب في دولة الإمارات سواء كانوا من مخالفي الإقامة أو أذون الزيارة والسياحة من العقوبات والغرامات والحرمان، ولها مميزات عديدة، وأبرزها حصول صاحبها على ميزة الإقامة المؤقتة لمدة 6 أشهر إلى أن ينخرط في سوق العمل، وأيضاً لا يوضع له ختم الحرمان في حال أراد مغادرة الدولة، وهذه المبادرة الكريمة من القيادة الرشيدة لحكومة دولة الإمارات تساهم في زرع السعادة والاستقرار للأفراد والأسر، وتقديم التسهيلات الكبيرة لهم، وإعادة الأمل إلى كثير من الجنسيات. فمجتمع دولة الإمارات يتميز بالمبادرات الإنسانية التي تنطلق بشكل يومي ودوري للحفاظ على مجتمع دولة الإمارات متسامحاً ومستقراً وآمناً، ولإسعاد جميع من يعيش فيه.
إن الحاجة إلى التسامح ضرورة ملحّة للبشرية في المجتمعات، كي لا تكون الكراهية بديلاً عنه، وما نلاحظه في بعض الدول من انتشار الكراهية والتطرف هو بسبب فقدان روح التسامح فيها، فأصبح القتل والدم والفساد والظلم هو عنوان المجتمع، وانعدم الأمن والاستقرار، وأصبحت أرواح البشر رخيصة. لهذا ينبغي أن ندرك أهمية التسامح، ونتعامل به كأفراد تكوّن المجتمع الواحد، ليسود فيه الخير والوئام، ولهذا ترسخ دولة الإمارات التسامح يوماً بعد يوم، وتطلق المبادرات الإنسانية لتعزيز مجتمع التسامح الذي ينعم فيه الجميع بالتعايش السلمي، وقد جعلت التسامح قانوناً، فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله مرسوماً سنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، الذي يحمي كرامة الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويحقق السعادة في حياته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"