قوافل التوعية

03:12 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

تبذل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، جهوداً كبيرةً في مجال التوعية الدينية، وفق رؤية واضحة تعززها ورش العمل المتواصلة، التي تسعى إلى رصد الاحتياجات الفعلية من خلال برامجها وفعالياتها الخاصة، وعبر التعاون مع الوزارات والهيئات والمؤسسات والدوائر المحلية، خاصة تلك التي تعقد تحت مسمى «تفاعل» والتي تهدف إلى التنسيق العام وإلى تفعيل الأهداف المشتركة من أجل الوصول إلى مجتمع واعٍ ومثقف دينياً واجتماعياً وتربوياً، يستطيع التعامل مع متغيرات الحياة بصورة حضارية راقية، تواكب المستجدات والمعطيات الجديدة في كل حين.
تقوم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بتسيير قوافلها الوعظية والتوعوية التي تجوب أرجاء الدولة متخذة من المساجد والمجالس الأهلية ومقرات الهيئات ومكاتبها ومن المؤسسات المجتمعية كالمستشفيات وغيرها، محطات تنيخ فيها ركائب الوعي كي تعرض ركبان التوعية، بضاعتها المطلوبة والمنتظرة في هذا المكان أو ذاك لتحقق الهيئة بهذا، استراتيجيتها التي أعدتها سلفاً وفق خطة مدروسة ومحددة بجدولها الزمني، وبتوزيعها الجغرافي لتشمل بذلك كل الشرائح العمرية والأطياف المجتمعية وقد زاد استهداف العمالة المساعدة الذين بلغتهم هذه القوافل نجاحاً على نجاحها.
كم هي ناجحة ورائعة استراتيجية الانتقال إلى أماكن المستهدفين، عبر القوافل التثقيفية والتوعوية، التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية المناط بها مسؤولية تنمية المجتمع بأبعادها المعيشية والمعرفية والثقافية والفكرية، وكم هي مؤلمة حقاً قضية توقف بعض هذه الجهات عن دورها الذي كانت تقوم به عبر قوافلها، بسبب إعادة تحديد وصياغة الأولويات التي طال أمد تجديدها، حتى ضاع الجمل بما حمل، وبحجة وضع خطة استراتيجية جديدة طال هي الأخرى زمن انتظارها، ولم ينل صاحبها ونحن معه بكل أحوالنا من هذا الانتظار ما يتمناه ونتمناه، فأصبح مثل الذي قصد اليمن بموسم العنب؛ فصادف في طريقه أحد معارفه فحدّثه عن بلح الشام الذي حان قطافه ولذّ طعمه، فغيّر طريقه قاصداً الشام، وحين اقترب من أرضها، قابل مجموعة عائدة منها فسألهم عن عنبها فاستنكروا سؤاله، لأن موسم البلح لم يكن قد حلّ فطفق عائداً إلى اليمن لكنه وصل بعد انتهاء الموسم فقيل عنه: «ما طال بلح الشام أو عنب اليمن».
لله أمر الذي يسلم أمر قراراته إلى مستشاره أو صاحبه المقرّب، فيرى فيه وحده دون غيره حسن التدبير وكل الصواب والنجاح، حتى وإن كانت المعطيات لا تدل على ذلك وحتى لو شاور من حوله وأشار عليه الكل بما هو أفضل، لأن عين الرضا لا ترى إلاّ غيره ولا تسمع إلاّ مشورته، وإن ضاعت الإنجازات السابقة أو بيع الجمل بما حمل بأبخس ثمن أو أضيع بما حمل، لأنه لم يعقل قبل التوكل، ولله درّ الذي يحترم كل الآراء ويختار أنجحها ويشرك الكل في التنفيذ والمسؤولية، فعلاً لله درّ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"