البحث عن بصمة تائه

05:06 صباحا
قراءة دقيقتين
منى البدوي

كم هو مؤلم أن تجد طفلاً من أصحاب الهمم فئة التخلف العقلي أو «داون سندروم» يهيم في الشوارع غير قادر على العودة إلى منزله أو حتى التمكن من التحدث مع من التقطه للإفصاح عن عنوانه أو اسم والده أو رقم هاتفه وذلك بسبب ظروفه الصحية، وغالباً لا يجد من يحيطون بالطفل سبيلاً سوى التواصل مع رجال الأمن لمساعدتهم في إيجاد ذويه وتوصيله سالماً دون أن يتعرض لأي من أنواع الأذى سواء الدهس أو الاعتداء أو التحرش الجنسي أو الخطف والاستغلال.
بسبب إهمال الأهل أو الظروف الاجتماعية للأسرة أو طبيعة سلوك هذه الفئات، يتسلل الطفل خارج المنزل ليجد نفسه وحيداً محاطاً بأفراد يجهلهم ليبدأ البعض بمحاولات عقيمة للاستدلال على منزل ذويه أو البحث عن مارة قد يتعرفون على هويته لتسليمه إليهم. وعند الوصول إلى مرحلة اليأس يتم التواصل مع الشرطة التي بدورها تبدأ عملية البحث وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، وربما ينتهي المطاف بتسليمه إلى المركز لانتظار بلاغ عن تغيب طفل.
بعد عدة مواقف مشابهة صادفتها، من ضمنها موقف لطفل لا يتجاوز عمره 3 سنوات، من فئة «داون سندروم» متواجد في دورية شرطة يرافقه رجال أمن وجدوه في وقت متأخر من الليل يهيم وحيداً في إحدى المناطق السكنية، وكان يرتعد خوفاً من المجهولين المحيطين به، طرح سؤال نفسه، لماذا لا يتم أخذ بصمات الأطفال المصابين بالتخلف العقلي أو «داون سندروم» ليسهل على رجال الأمن التعرف على هويتهم في حال العثور عليهم تائهين في الأحياء السكنية أو غيرها؟ وعدم هدر الوقت والجهد في عملية البحث حيث يمكن خلال دقائق معدودة التعرف على هوية الطفل التائه وتسليمه إلى ذويه.
تبادلت أطراف الحديث حول موضوع بصمات الأطفال، خاصة من فئة التخلف العقلي و«داون سندروم» مع أحد الأشخاص المتعلقة مهام عملهم بالبصمة، والذي أوجز عباراته بجملة من المعوقات التي تحول دون ذلك منها أن بصمات الأطفال قبل سن البلوغ قد تكون عرضة للتغيير، بالإضافة إلى العامل النفسي بإخضاع الطفل للتبصيم وما قد ينعكس سلباً على نفسيته وغيرها من الأسباب.
وبالرغم من أن الأسباب مقنعة، إلا أن إيجاد الحلول المنطقية وتنفيذها بالشكل المطلوب أمر يحول دون تعرض تلك الفئة لمواقف مشابهة في حال تغيبهم عن ذويهم، حيث إن التغير الذي قد يطرأ على بصمة الطفل من أصحاب الهمم، يمكن مجاراته بالتحديث السنوي للبصمة، ولن تكون الأضرار النفسية والاجتماعية في أي حال من الأحوال أكبر حجماً وأعمق أثراً في نفسية الطفل وذويه من الآثار المترتبة جراء تعرضه للاستغلال أو التحرش أو الدهس أو غيرها من المواقف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"