حقائق تطويرية.. ولكن

04:29 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

لا ننكر أن المدرسة الإماراتية، حققت تطوراً مشهوداً في فترة وجيزة، وكانت طرائق تفكير الطلبة، ووسائل التدريس المستخدمة في مختلف في مراحل التعليم، والتكنولوجيا التي باتت أساسية في منظومة التعليم ومساراته، والمناهج الدراسية وأساليب التقييم، مشاهد حقيقية تجسد واقع التطوير.
ولكن لم تشفع تلك الحقائق التطويرية لإدارات مدارسنا وحضاناتنا الحكومية، للارتقاء بمستوى أدائها خلال أعمال الرقابة للعام الدراسي 2018-2019، لندخل جميعاً في دوامة البحث عن الأسباب وراء تدني مستوى أدائها، على الرغم من توفير كل الإمكانات والطاقات.
وزارة التربية والتعليم تستحق الشكر والتقدير، على وقفة الشفافية والمصارحة التي نراها في وقائع تحليل نتائج الرقابة على المدارس والرياض الحكومية، إذ لم يتجاوز مستوى أداء 72.6% من مدارسنا وحضانتنا ما يعادل (236)، تصنيف «مقبول»، وجاء 12.6% أي ما يقرب من 41 مدرسة وحضانة، بمستوى تقييم «ضعيف»، أي أن نحو 85.2% من مدارسنا وحضاناتنا «مقبولة وضعيفة»، ليتبقى لنا 14.8% ما يعادل (48) مدرسة وحضانة بمستوى أداء «جيد».
في الواقع النتائج بتفاصيلها، تدعو إلى القلق وعدم الارتياح، ولا ترتقي لحجم الجهود المبذولة، والمساعي المستدامة، لتعزيز مسارات تعليمنا ومخرجاته، وهنا نرى أن لدينا خللاً في إدارات مدارسنا، يستلزم وقفة جادة للإصلاح، وردم الفجوة بين الوزارة، وخططها، واستراتيجياتها، والميدان التربوي بمختلف فئاته، وكذلك الفجوة بين مستوى مدارسنا وتصنيفها، ومخرجاتنا التي تنشد المزيد من التطوير لمواكبة المستقبل.
والحقيقة التي ينبغي أن نعترف بها الآن، تكمن في أن أداء مدارسنا الحكومية لم يصل إلى المستوى المأمول بعد، على الرغم من الدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة للدولة، التي أخذت على نفسها العهد لتذليل المعوقات، ومجابهة التحديات، وأذابت العقبات كافة، من أجل تعليم من الطراز الأول، ومخرجات قادرة على مواكبة متغيرات المستقبل، لرفعة وطنها في الداخل، والخارج.
وعلى الرغم من تطور الرياض الحكومية، ووضع الخطط، وبناء الاستراتيجيات، ورسم السياسات والمنهجيات الجديدة، إلا أنها ما زالت بعيدة عن طموحات الصعود، وتحتاج إلى المزيد من الجهود، والتركيز، والشعور بالمسؤولية لدى جميع الكوادر القائمة على إدارتها، لاسيما وأنها تشكل القاعدة الأساسية لإعداد أجيال المعرفة، إذ إنه يسهل إدارة العقول المرنة لأبناء تلك المرحلة، وحضورهم اللافت، واستجابتهم القوية، في تلقي المعارف التي تعد نافذة بلادنا التي تطل على المستقبل، بتفاصيله كافة.
المستقبل في حاجة إلى مدارس قادرة على مواكبة المتغيرات، وقدرات الطلبة واحتياجاتهم في الغد القريب، ارتكازاً على الابتكار ومحتوياته المتغيرة، والإبداع الذي بات وسيلة التعامل في المجتمعات، ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود، وتوحيد لغة الحوار، والتخطيط، والأهداف في عمليتي التعليم والتعلم، على أن تعي مختلف الكوادر أن الارتقاء بمستويات أداء مدارسنا مسؤولية تقع على عاتق الجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"