الاحتيال المالي

04:33 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

على الرغم من قيام الجهات المختصة بدورها التوعوي الدائم، فيما يخص الوقاية من الوقوع في شراك ومصائد المحتالين، الذين تعددت طرق احتيالهم، ووسائل إغرائهم، وتنوعت شرائح ضحاياهم، إلا أننا لا نزال نسمع بين الفينة والأخرى عن عمليات نصب جديدة، يقع ضحاياها الكثير ممن أغلقوا آذانهم عن النصيحة، وأعموا بصائرهم عن التفكير بمصيرهم، حين اختاروا وهم الكسب المادي السريع أو الربح الدائم دون عناء، جراء تسليم المحتالين ما في جيوبهم، مقابل الوعود الكاذبة التي تتضح خفايا وخبايا تضليلها على لسان المحتالين أنفسهم، دون أن يدرك المخدوع المسكون بالكسب المادي ذلك.
كثيرون أولئك الذين سمعوا التحذيرات من أنشطة الاحتيال المالي، التي تستهدف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أومن العصابات المالية التي تختار ضحاياها عبر طرق الاتصال المباشر عبر الادّعاء والإغراء، وانتحال المسميات الوظيفية، أو من شركات التداول والمضاربة والمرابحة والمحافظ المالية الوهمية، التي تغري بعض الضحايا ببعض الربح لعدة أشهر، في سبيل الدعاية لها بغية الانتشار السريع وحين ينهل عليها المال من كل حدب تختفي بكل مكوناتها وتذوب كفص ملح في بئر عميقة ومهجورة، ويبقى الضحية إما شابكاً يديه على رأسه من هول ما وقع عليه، أو ضارباً أخماسه بأسداسه، وهو في حال من اللاوعي الممزوج بوعي الخيبة والندم، فالمتصل لا أثر له بعد أن تسلم مال الضحية، والشركة لا مقر ولا سبيل يدل إلى وصالها الذي كان حميمياً.
كثيرون هم ضحايا شركات وعصابات الاحتيال المالي الذين تجاهلوا النصح وغضوا سمعهم عن التحذيرات، حين اقترض بعضهم الأموال وحين باع بعضهم عقاره أو ما يملك من مقتنياته الضرورية، وحين أغروا بعضهم وحين تنادوا مصبحين، أن لا مانع يمنعهم عن تصديق من سيجلب لهم الثراء والكسب السريع، حتى وإن عايشوا وشاهدوا بأم أعينهم حال من سبقهم من الضحايا الذين أكل هذا الاحتيال أخضرهم ويابسهم.
تعمل الجهات المختصة في الدولة جاهدة على محاربة طرق الاحتيال المالي، وتقوم بملاحقة المذنبين والحد من انتشارهم، وتعمل في الوقت ذاته، على تثقيف وتوعية الجمهور، وكشف طرق الاحتيال الجديدة، وفي سبيل نجاح هذه الجهود المبذولة ليل نهار، على الجمهور أن يعي دوره بحيث لا يقع ضحية لهذه العصابات تحت أي مسبب، وعليه أن يدرك بأن الكشف عن أساليب هذه العصابات والتبليغ الفوري عنها للجهات المختصة واجب عليه أن يؤديه دون أي تردد؛ فمسؤولية القضاء على هذه الظاهرة مسؤولية عامة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"