باسمة عيتاني: اختراعي حلم كل عربي

حوّلت مروحة عادية إلى مكيف
03:03 صباحا
قراءة دقيقتين
بيروت: سهيلة ناصر

«سأقول يوماً ما، لم يكن الأمر سهلاً؛ لكني فعلتها»، مقولة طالما رددتها اللبنانية الخمسينية باسمة عيتاني، وكان لها ما أرادت بأن حازت لقب «المخترعة» في عالم التبريد؛ عبر تحويل المروحة العادية إلى مكيف يصدر الهواء البارد؛ لترفع شعار «وداعاً للكومبرسور»، ونالت براءة اختراع على إنجازها، الذي يتوقع أن يبصر النور خلال أشهر؛ بعد بدء تصنيعه في الإمارات.
عيتاني المولودة عام 1963، هي مثال المرأة المكافحة في تربية أولادها؛ وهم:(شابان وابنة)، بعد وفاة زوجها منذ سنوات طويلة. وتقول «أملك خبرة بنحو 20 سنة في عالم الإلكترونيات والتكييف من خلال عملي في مؤسسات إلكترونية. وتجسد شغفي؛ بعد حصولي على شهادات وجوائز عالمية عدة في مجال التسويق».
وتضيف «أعشق خدمة الناس، ودفعني شعوري بمعاناة أبناء الطبقة الفقيرة في ابتياع أجهزة تكييف باهظة الثمن، وتحمل أعباء مصاريف الفاتورة الكهربائية، للتفكير في إيجاد بديل». هذا الخاطر الذي أقلقها، هو ما أخذها إلى عالم الاختراعات؛ ليضعها تحت أضواء النجومية الإلكترونية، لاسيما بعد تسجيل ابتكارها، والحصول على براءة الاختراع.
المخترعة اللبنانية أوضحت أنها بدأت البحث منذ ستة أشهر؛ من خلال قيامها بنماذج وتجارب وجهود متواصلة ومضنية. وتقول: «ما كان شبه مستحيل أصبح حقيقة، وما كان تطبيقه صعباً بات واقعاً، والتكنولوجيا سهلت عقبات عدة؛ للوصول للمعلومات، وبعدما أثبتت التجربة نجاحها، حزت شهادة براءة الاختراع».
وتتحدث عيتاني عن مميزات اختراعها «المروحة المكيف» بتحفظ حماية، قائلة«المروحة ذات نوعية تصنيع عالية الجودة، خفيفة الوزن، وتحتوي على موتور لا يصدر صوتاً. وهي مزودة بمجفف للمياه والرطوبة، وقمت بوضع مستوعب احتياطي في حال تجمعت المياه؛ بسبب الرطوبة، خاصة عند استخدامه في الدول الخليجية؛ حيث تبرد مساحة تقدر بثمانية أمتار مربع، أي حوالي 9000 إلى 12000، وستكون بأشكال مختلفة، وتشغيلها يحتاج قوة كهرباء تقدر بواحد أمبير. وهي مزودة ببطارية تعمل خمس ساعات».
وكشفت أنها بصدد الحصول على براءة اختراع أخرى؛ لتنفيذ المنتج على كافة أحجام التبريد، وعلى المساحات الكبيرة، واعدة أن «السعر سيكون بمتناول عامة الناس». وتأمل أن تغزو أسواق العالم بمنتج يحمل عبارة «صنع في لبنان»؛ من خلال تصنيع المنتج بالكامل في بلدها، وتأمين فرص عمل للطاقات الشبابية.
المخترعة العربية لا تزال تمتلك في جعبتها أفكاراً واختراعات كثيرة. وتقول «سأعمل على ترجمتها إلى الواقع، وألا تبقى حبراً على ورق؛ ليستفيد منها الجميع»، مضيفة «أنا فخورة بكوني امرأة عربية، ولبنانية جئت باختراعي المتواضع الذي هو حلم كل عربي بحاجة إليه»، داعية إلى «العمل دون يأس، وأن لا حدود للمعرفة والبحث، والعمر ليس عائقاً لتحقيق الحلم، وأن الفشل يعلمنا ويحفزنا على العطاء».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"