الغناء «محطوط عليه» كورونا

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

الأغنية سلاح يواجه به الناس كل ظرف صعب يمرون به، يعبّرون عن خوف أو حزن أو يسخرون من الوضع الذي يعيشونه بما يعرف بالكوميديا السوداء المحببة، شرط ألا تخرج عن إطارها الهادف ورسالتها القادرة على الوصول بشكل أسرع إلى قلوب وعقول الناس. وبهذا السلاح يواجه اليوم كثير من الناس حول العالم وباء «كورونا» اللعين، منهم من يكسر القلق والعزلة بالغناء «بين الجيران»، كلٌ من على شرفة منزله، مع كامل الالتزام بالدعوة للبقاء في البيت؛ يعزفون ويغنون تعبيراً عن الوحدة في مواجهة الفيروس. ومنهم من وقف على الشرفات أيضاً للغناء الجماعي بين الجيران، تضامناً مع شعوب بعيدة أصابها «كورونا» بلعنة، وحولها إلى مناطق مهجورة لا يزورها إلا الوباء والموت والرعب، خصوصاً إيطاليا المنكوبة.
مشاركة إنسانية وتضامن مؤثر يلف العالم عبر مقاطع فيديو تسافر على متن التواصل الاجتماعي، الرحلات الوحيدة الآمنة في التجول بين الناس والدول في هذه الظروف. ومن الغناء «بين الجيران» إلى الغناء على أنغام «بنت الجيران»، صار «كورونا» مادة للتعبير عن الأحوال التي نعيشها. غناها مقدم برنامج «لهون وبس» اللبناني هشام حداد تحت اسم «جراد محلق معطوف على كورونا»، ساخراً من الوضع السياسي والصحي في لبنان. ثم ظهرت أغنية «اترزع في البيت» (تماشياً مع دعوة «خليك في البيت»)، في مصر يردد فيها الشابان ساري عمر وسارة «إعصار محلي محطوط عليه كورونا» وهي أغنية كاملة ساخرة تتضمن دعوة صريحة للبقاء في البيت والالتزام بالتعليمات والنظافة وعدم الاختلاط بالآخرين.
كلمات ظريفة، تتماشى مع لحن أغنية «بنت الجيران»، تواكب الأزمة بشيء من الكوميديا البسيطة والتي يسهل تداولها بين الناس وربما حفظها من قبل الصغار والشباب.
لا تكفي الحملات الرسمية والدعوات إلى البقاء في البيوت مثل «خليك بالبيت»، و«احمِ نفسك احمِ بلدك»، كي يلتزم الناس بكل فئاتهم واستيعاب خطورة المرحلة التي نعيشها وأهمية عزل النفس من أجل المساهمة في الحد من انتشار الوباء. لا بد من دور للفن وللإعلام، يأتي دعماً للحملات ومبسطاً الرسالة والهدف للناس، كي يستوعبوا ويقتنعوا فيلتزموا. وليس بالضرورة أن ننتظر من الفن رسائل جدية طوال الوقت، فالكوميديا الساخرة والظريفة في الأغنية أو الدعاية أو الفيلم القصير مطلوبة جداً، لأنها في الأوقات الصعبة تكون كالدواء الذي يمنح الروح بعض الراحة والمساحة من التنفس والضحك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"