الأطفال حاضرون بقوة في «دبي وتراثنا الحي»

01:43 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي:محمد حمدي شاكر

حظي أسبوع دبي للتراث الذي يقام تحت شعار «دبي وتراثنا الحي»، والمقام بقرية التراث بمنطقة الشندغة، أمس الأول بفعاليات متعددة وأنشطة طلابية عديدة، اهتمت بشكل كبير بالتراث العالمي ومحبيه من الأطفال والصغار، وقدم العديد من طلبة المدارس الوطنية عروضاً فنية تراثية لمست الماضي، قدموا من خلالها العديد من الأغنيات القديمة والرقصات التراثية كاليولة، والرزفة، وغيرها من الرقصات التقليدية المتعلقة بالإرث الإماراتي، عاش من خلالها الأطفال وأهاليهم من المواطنين ذكريات من ماضٍ عريق.

مانع عبد الرحمن والد أحد الأطفال، أتى خصيصاً للمشاركة في أسبوع دبي التراثي، يقول: «أتيت أنا وعائلتي لهذا المكان الجميل والمميز للاحتفال بهذا الأسبوع، والعودة إلى أيام الماضي، إلى جانب تعليم أبنائنا وتعريفهم بتراثنا وتاريخنا الذي لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن النهضة الحالية والتطور الكبير التي بلغته دبي».

ويضيف: «استمتع الأولاد كثيراً بتلك الفعاليات المميزة، وتفاعلوا معها بشكل كبير، خصوصاً داخل بعض الورش التي تعلم الصغار والكبار الصناعات التقليدية، وكيف كان اقتصاد الإمارات ودبي قديماً، إلى جانب العديد من الصناعات التي ما زالت حية مثل صناعة السفن، والقراقير، وغيرها من الصناعات التقليدية التي لا يزال أهلنا في مختلف إمارات الدولة يستخدمونها».

وفي قرية التراث، انتشر العديد من الأطفال بمفردهم وتجولوا بكل أريحية في أرجاء المكان ليتعرفوا إلى تراثهم وماضيهم بأنفسهم، ويكتشفوا بعض الأشياء التي لا يعلمون عنها أي شيء، وتجول الأطفال إلى جوار الأكلات الشعبية التراثية المميزة التي جذبتهم هي وصانعوها والتقطوا الصور التذكارية إلى جوارها، وتعلموا منها الكثير، في ركن الأكلات الشعبية التي تُصنع أمام أعينهم، مثل خبز الرقاق، واللقيمات، والخمير، والخبز المحلي، والخبز الجباب.

وجذبت الألعاب الشعبية القديمة التي احتلت وسط ساحة الاحتفال بالقرية، الصغار والكبار، فلعبوا «المريحانة»، وألعاب الجر مثل الموتر والبعير من كرب والبعير من جريد، وغيرها من الألعاب الأخرى التي تميزت بها الدولة قديماً.

مازن وليد، أحد الأطفال الذين يمرحون في القرية مستمتعين بألعابها القديمة، يقول: «استمتعت كثيراً بكل شيء داخل القرية، تلك الأكلات الشعبية المميزة التي أعجبتني وطعم اللقيمات، والخبز المحلي بالجبن، وأكلت منه الكثير، بل طلبت من والدتي أن تطهي لنا مثل هذه الأكلات داخل البيت بشكل مستمر».
يضيف: «هناك أيضاً العروض والأغاني التي عُرضت على مسرح القرية، والتي لمستنا كأطفال وتجاوبنا معهم بشكل كبير، حتى إنني تشاركت معهم الرقصات المميزة والغناء معهم، وتعرفت إلى بعض الأغنيات الجديدة، وأتمنى أن تكون مثل هذه الفعاليات على مدار العام يوماً كل أسبوع للاستمتاع واللعب والغناء فيها».
وحظيت قرية التراث بكل مفردات الحياة ومهنها قديماً، ومنها «المطوع»، فنجد أحد الأطفال متقمصاً للدور ويجسد شخصيته أمام الأطفال الآخرين ويعلمهم القراءة.
فاطمة لوتاه، مديرة إدارة الإمارات للتنمية التراثية في هيئة دبي للثقافة والفنون، تقول إن الهدف من تلك الفعاليات مشاركة الأطفال وتفاعلهم مع الحرف القديمة والتعرف إلى ماضي الآباء والأجداد من خلال الفعاليات الموجودة ضمن الأسبوع، فضلاً عن تطوير ودعم قطاع الثقافة والفنون والتراث وتنويع المنتج الثقافي وتعزيزه للأجيال المقبلة، وتعريف أبناء الإمارات بأهم الحرف والصناعات التقليدية كونها جزءاً من التاريخ الثقافي والاجتماعي للدولة.
وتضيف: «بشكل عام، فإن للطفل أولوية كبرى، خصوصاً أن إحدى أبرز مهماتنا هي العمل على تعريف تلك الأجيال إلى تراثنا والبيئات المتنوعة المنتشرة في الدولة، وكيف كانت حياة الأجيال السابقة، وحتى يتسنى لنا تحقيق هذا الهدف يجب التركيز على الأطفال، فهم الجيل الجديد الذي نشأ في ظروف وأوضاع مختلفة، ونحن نحرص على تقديم المعلومة الوافية لهم عن التراث بمختلف بيئاته وعناصره ومكوناته، ونحرص أيضاً على استمرار تواصلهم وتفاعلهم مع إرث أجدادهم؛ ومثل هذه المهمة لا بد أن تعلن عن نفسها من خلال توفير حصة وافية للطفل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"