لعنة النجوم

04:30 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

عادل إمام، محمود عبد العزيز، أحمد زكي، صلاح السعدني أسماء تألقت كثيراً، وأحبها الجمهور كثيراً، وكان يلاحق أخبارهم، ويبحث عن تفاصيل حياتهم، ويسعى لرؤية صور أطفالهم، ويحسدهم لأنهم «أبناء النجوم»؛ لكن هذا «الحسد» المحبب وغير المؤذي، يتحول لاحقاً إلى «محاسبة»، وتصير أسماء النجوم أعباء ثقيلة جداً، يعاني أحمالها الأبناء.
كلما ارتقى الفنان بموهبته، وزاد رصيده من الخبرة ومن حب الجمهور، أعاقت شهرته وصول أي من أبنائه إلى النجاح والتميز في نفس مجاله، حتى ولو كانت الموهبة متوارثة وحقيقية وواضحة.
وكأنها لعنة النجوم تحل على أبنائهم؛ حيث يتحول الجمهور إلى جلاد لا يرحم هفوات الأبناء المبتدئين، ويضعون الابن (أو الابنة) على نفس المستوى الذي وصل إليه والده (أو والدته). والأمثال كثيرة وملموسة، فالجمهور يضع محمد في مقارنة مع أبيه عادل إمام، متجاهلاً السنوات الخمسين التي قضاها الزعيم في رحاب الفن، مثل وتخبط وسقط ثم وقف، قدم أدواراً «بسيطة» إلى أن فتحت أمامه الأبواب للبطولة الأولى، ثم صعد سلم النجاح خطوة خطوة. وإذا عدنا إلى أرشيف عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي وغيرهم، نجد في أرشيفهم القديم أدواراً هامشية، وأداء ضعيفاً لا عبقرية فيه رغم بروز الموهبة.
«الجلادون» لم يرحموا الراحل الشاب هيثم أحمد زكي من انتقاداتهم اللاذعة وغير الصائبة ولا المهنية أو الدقيقة. أرادوه نسخة طبق الأصل عن أبيه، وواصلوا المقارنة في كل دور وعمل قدمه، رغم أن هيثم كان موهوباً ومتواضعاً، ولم يستغل اسم أبيه يوماً أو يدعي أنه مثله أو«خليفته»!
الظلم في الحكم على الجيل الشاب من أبناء المشاهير يطال أيضاً كريم ومحمد محمود عبدالعزيز، وأحمد صلاح السعدني، ورانيا وعمرو محمود ياسين الذي ترك التمثيل سريعاً متجهاً نحو التأليف. ولو أن ابنة فاتن حمامة أو ابن عمر الشريف دخلا مجال التمثيل، لكُتب لهما الفشل من التجربة الأولى؛ بسبب حكم الجمهور عليهما بالإعدام فنياً، ومواصلة مقارنتهما بوالديهما وشهرتهما الواسعة التي حققاها. كذلك محمود المليجي، وشريهان، ونجلاء، وهند رستم، ولو شاء القدر أن تنجب سعاد حسني ويسرا ونبيلة عبيد وتحية كاريوكا، لكان المصير نفسه لشدة بريق هؤلاء النجوم وسقف موهبتهم وشهرتهم العالية جداً.
هناك استثناءات، استطاع فيها الابن (الابنة) التفوق على أبيه، أو مجاراته سريعاً في النجاح والشهرة، أحمد الفيشاوي ودنيا وإيمي سمير غانم وأحمد فلوكس..
ليت الجمهور يرحم أبناء النجوم من المقارنات الظالمة، ويتعامل معهم كأسماء ومواهب مجردة من أي تبعية لآبائهم وأمهاتهم، حينئذ سيحبهم ويتحول رأيه ونقده من معول هدم إلى مصدر تشجيع وأداة بناء لنجوم جدد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"