الموقف النقدي

03:32 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

في الوقت الذي لا تحظى فيه كتابات أدب الناشئة بنقد منهجي وأكاديمي عربي، يشهد العالم الغربي معركة حول أدبية روايات المراهقين، بين الاعتراف كنوع أدبي له تقاليده الكتابية، والرفض التام. مثلًا، ظل الناقد الأمريكي الراحل هارولد بلوم منحازاً للقيمة الأدبية، وللأدب «الرصين» والكلاسيكي، وإن رأى أنه يتوجب على القراء اتباع «غرائزهم» في اختيار النصوص التي يطالعونها، دون أن ينسى أن الغرائز تدفع بالمرء إلى مشكلات شتى، من بينها الوقوع في «فخ الابتذال». وفي حوار تلفزيوني له قبيل رحيله، أوضح أنه «غير سعيد بما حققته رواية هاري بوتر من بيع ما يقرب من 35 مليون نسخة، وما كتبته عنها الدوريات الأمريكية في افتتاحياتها مثل «وول ستريت»، مؤكداً أنه لا يوجد شيء في الرواية يقرأ، فقط سلسلة لا منتهية من العبارات المبتذلة، وهو ما يعتقد أنه غير مفيد لأي قارئ على أي نحو، وردد: «إنها مجرد تفاهة».

لم يخش بلوم أن يتهم ملايين القراء الذين لهثوا وراء مؤلف للكاتبة البريطانية «ج. ك. رولنج» بأنهم على «خطأ» و«يجرون وراء الموضة» والأنماط الشائعة، ومن ثم يبقى كتاباً «مؤقتاً»، وتاريخ القراءة مملوء بكثير من القمامة والأعمال المؤقتة، على حد مفرداته. وجلبت رؤية بلوم المنحازة للكلاسيكيات والمناهضة ل«البوب آرت Pop Art» له هجوماً كبيراً، وصل حد اتهامه ب«المتحجر» الذي لا يفقه أساس الحركات الثقافية الجديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"