عمران عبدالله: أعيد تشكيل عالمي بالكاريكاتير

موهبة شابة يميزها التمهل ومواجهة الصعاب
04:34 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: زكية كردي

على طريقته، يعيد عمران صلاح عبدالله، طالب هندسة الكمبيوتر في جامعة خليفة، تشكيل ملامح العالم حوله، يتلاعب بتأثيرات المواقف والوجوه، وبخطوط بسيطة ساحرة يغير هوية العيون والملامح؛ ليدخلها في منظومة خياله الكرتوني المبدع، ذاك الخيال الذي احتال به منذ الصغر على مشاعره؛ ليجعل الأمور المقلقة أقل أهمية، ويواجه الظروف الصعبة بصورة البطل الخارق، التي كونها عن نفسه منذ الصغر.
في طفولته المبكرة كان الرسم وسيلته للتعبير عن مشاعره حاله حال الكثير من الفنانين، فالرسم هو طريقته للتعبير عن الفرح، الحزن، الغضب، التوتر، لهذا كانت رسوماته تعبيرية منذ البداية، تتزاحم فيها الخطوط في حال الغضب، وتبدو مرنة ومرحة؛ عندما يكون في مزاج جيد، ينتقد الوضع الذي يواجهه بطريقة ساخرة، وبمشاعر التوتر والخوف، ويقلل من أهمية الأشياء التي تقلقه، لهذا اعتاد أن يعيد تشكيل عالمه بنظرته الكاريكاتيرية الخاصة، والتي لاحظ من حوله أنه يبدع فيها منذ الصغر.
ظروف كثيرة اجتمعت لتحول بين عمران صلاح وتنمية موهبته ومهارته؛ منها: الضغوط النفسية، والظروف العائلية، والمشاكل الطبية أيضاً؛ حيث عانى لفترة من حياته مرضاً صعباً، وأجرى عملية في المخ بعد عامين من الصراع مع هذا المرض؛ لكن يبدو أن هذه التجربة الصعبة كانت سبباً أيضاً في عودته للرسم مجدداً، مسترجعاً قدرته لتغيير مشاعره تجاه العالم حوله من خلال رسومه الكاريكاتورية.
بدأ شغفه بالكتابة في مرحلة الثانوية، فعمل على دمج هذا التوجه مع اهتماماته بالرسوم الكرتونية؛ لينتج أول قصة قصيرة له كان يتطلع للمشاركة بها في مسابقة مدرسية، لكن غرابتها كانت حائلاً بينه وبين المشاركة، كما أوضح أستاذه الذي أحبه، ويوضح أنه في هذه القصة دمج عدداً من العوالم الغريبة: السحر، والخيال العلمي، والفانتازيا، لهذا خرجت القصة مربكة للقارئ كما أخبره أساتذته الذين أكدوا له أن العمل بحد ذاته مبدع ومميز؛ لكن يفتقر إلى البساطة ربما. ومن الكتابة بدأ تعلقه بفن الخط العربي؛ لينتقل بعدها لتعلم تقنية الرسم بالحروف؛ ولأنه شخصية تتمتع بالتركيز؛ قرر أن يجمع هذه الميول في سياق واحد؛ فعمل على دمجها معاً؛ ليعمل على التحضير للمشاركة في «جائزة زايد للفنون»، التي يعلن عنها قريباً.
أول قصة مصورة أنتجها عمران صلاح كانت في المرحلة الابتدائية، عمل عليها بدافع الشغف وحده، ولم يسع لعرضها على أحد خارج نطاق العائلة، ويؤكد أنه منذ طفولته يرسم؛ لأنه يستمتع بالرسم وحسب، بغض النظر عن أي أهداف أو تطلعات تتعلق بهذه الموهبة، ولعل هذه البداية البسيطة، التي نتجت عن تعلقه بالقصص المصورة وأبطالها الخارقين خلق هذا الهاجس لديه؛ ليعمل على تطوير مهاراته في صناعة «الأنيميشن»، وبدأ يبدع في التلاعب بالأبعاد والتأثيرات؛ لخلق مشاهد مؤثرة وقوية.
يقول عمران: عشت طفولتي على القصص المصورة للأبطال الخارقين، كنت أفضل «سبايدر مان»، و«باتمان»، وأختار القصص ذات الصور الجيدة، فالهوية البصرية لدي كانت الأكثر تأثيراً على انجذابي للأشياء؛ لكن كغيري من الأطفال تأثرت إلى حد كبير بهذه القصص وامتلأت مخيلتي بصورة البطل الخارق، الذي أكونه منذ كنت طفلاً، لهذا عندما ساءت الظروف لجأت إلى الرسم لمساعدتي على استعادة صورة هذا البطل الذي أحتاج إليه، فرسمت الكثير من الأشياء، أنتجت قصة مصورة من 100 صفحة لم أعرضها على أحد، وأعددت فيديو مصوراً «أنيميشن» من خمس دقائق.
ورغم جودة الأعمال التي يقدمها، من الملاحظ أن الشاب الموهوب اختار منذ البداية أن يكون ناقداً قاسياً لنفسه، فيرفض عرض نتاجه الفني سواء في إطار المشاركة في الجوائز والفعاليات التي تقيمها الإمارات دعماً للشباب المبدع، أو حتى على مواقع التواصل.
عن تفضيله دراسة هندسة الكمبيوتر عوضاً عن الفنون الجميلة التي تستأثر بحواسه واهتماماته، يوضح بأنه يستمتع باستكشاف أسرار عالم الفن بنفسه.
وعن تطلعاته يقول: أحلم بأن أؤسس استوديو انيميشن والأفلام والألعاب الإلكترونية، فأنا أعرف الكثير من الأشخاص المتمكنين في هذا المجال؛ لكن غير قادرين على عرض إبداعاتهم؛ لأنهم لا يملكون استوديو إنتاج، وأتمنى أن يكون محطة لدعم الموهوبين في هذا الفن، وتطوير الرؤية الإعلامية، والإعلانية لكل الفعاليات المتعلقة بدبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"