وليد الزعابي: التراث أولويتنا

تقديم موعد المهرجان السنوي للشهر الجاري
01:21 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار:علي داوود

تحرص وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على الاهتمام بالتراث وجميع أنواع الفنون والثقافة للحفاظ عليها من خلال إطلاقها عدداً من المشاريع والفعاليات التي تخدم برامجها المختلفة، التي تعبّر بشكل كامل عن حياة الإماراتيين القديمة، خاصة البيئات المتنوعة بالدولة، فضلاً عن تنظيمها عدداً من المبادرات والمسابقات المحفزة والمشجعة للمواهب الشابة. وكل ذلك يأتي من أجل دعم التراث وإحيائه في نفوس الأجيال، وكل فئات المجتمع الإماراتي، باعتباره عنصراً بارزاً من عناصر الهوية الوطنية.
حول هذه المواضيع وقضايا أخرى، كشف وليد راشد الزعابي، مدير إدارة التراث والفنون في الوزارة، ل «الخليج»، عدداً من خططها ومشاريعها المستقبلية في هذا الحوار.

} ما أهم اهتماماتكم في الجانب التراثي؟

قسم التراث في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة له نشاط كبير ومن أهم الأنشطة المهرجان السنوي، فهو مهرجان تراث الإمارات، الذي كان يصادف يوم 18 إبريل/‏نيسان من كل عام، والذي يحتفل فيه العالم بيوم التراث العالمي، لكن نسبة لحرارة الطقس، سعينا إلى أن يكون مهرجان هذا العام في مارس/‏آذار الجاري، لأن الفعاليات دائماً ما تقام في الهواء الطلق، كما أن هذا المهرجان، يحمل اسماً عزيزاً، ولذلك نختار إمارة معينة من بين الإمارات السبع، ونركز خلال فترة المهرجان التي قد تمتد إلى أربعة أيام فيها، على أنشطة جميع بيئات الإمارات المختلفة، التي تتمثل في البيئة الصحراوية، بيئة أهل الساحل، البيئة الريفية والزراعية، وبيئة أهل الجبال والشحوح، حيث يجد الزائر فيها الكثير من الموروث الشعبي بتفاصيل الحياة والعادات والتقاليد، سواء على مستوى الألعاب والحالات الاجتماعية، كالزواج والعزاء وحضور الحفلات والتواصل الاجتماعي، الذي كان في السابق والحرف اليدوية، كل هذه الأشياء يخصص لها يوم كامل، يتم فيه تناول البيئة بتفاصيل دقيقة جداً.

كما لدينا برنامج مهم جداً، وهو برنامج «أجيالنا والفنون الشعبية»، هذا البرنامج يقام على مستوى الإمارات سنوياً، بالتعاون مع حوالي 28 من جمعيات الفنون الشعبية، كل جمعية تحتضن مجموعة من المواهب من البنين والبنات في المدارس، وتنحصر أعمار هؤلاء الطلبة في سن معينة، لتعليم الحرف اليدوية، أو الفولكلور الشعبي، أوالألعاب الشعبية، والأهازيج البحرية، والنهمات، وتدشين السفينة، والصيد والغوص، عن طريق الجمعيات، ليكونوا أكثر وعياً واستيعاباً، ويعتبر ذلك من البرامج المهمة التي تقيمها الوزارة، والتي ترصد لها ميزانية كبيرة، وفي ختام فعاليات الشهر، يقام مهرجان لجميع هذه المبادرات، التي تتبناها الجمعيات، بالتعاون مع الوزارة. حقيقة نحن طورنا هذا البرنامج، ورصدنا له جوائز قيّمة بين المتنافسين، وتم تشكيل لجان تحكيم، حتى يكون هناك نوع من التنافس في الأداء والكفاءة والتميز، كما وضعنا جوائز قيّمة أيضاً للمدربين، من أجل دعم البرنامج واستمراريته والخروج بنتائج إيجابية.

ولدينا أيضاً برنامج مشاركات الفعاليات الخارجية، حيث يتم عن طريق الأسابيع الثقافية التي تنظمها الوزارة، وهذا من الأهداف الرئيسية للوزارة للتعريف بالتراث وحمايته والحفاظ عليه، وعندما يكون لدينا أسابيع ثقافية خارج الدولة، نقوم بنقل بعض الأشياء الخاصة بالتراث، كبناء قرية تراثية، واستعراض الأزياء التقليدية في خارج الدولة، إضافة إلى أعمال الحرفيين والفولكلور، ومشاركة فرقة الوزارة في الأداء الجماعي، وكذلك مختلف أنواع الفنون المشهورة في الإمارات، وكل ذلك من أجل تحقيق الهدف الرئيسي، وأعني به حماية ونشر التراث الإماراتي الأصيل.

} هل قمتم بوضع خطط جديدة؟

هناك جهود سعت لها الوزارة في السابق، حيث قامت بتشكيل لجنة على مستوى الإمارات، كانت وظيفتها جمع المواد الشفهية من الكنوز البشرية من كبار السن، وقامت اللجنة بجمع حوالي 250 تسجيلاً من كبار السن المعروفين في مختلف مناطق الدولة، ومنهم من كان طبيباً شعبياً، ومنهم الحرفي، وغيرهم من مختلف أنواع وطبقات مجتمع الإمارات في السابق، واستطعنا خلال ذلك العمل المتميز، أن نجمع مواد صوتية، وتوصلنا إلى عمل موقع إلكتروني، على أن تبث هذه المواد للباحثين عن طريق موقع الموسوعة التراثية الإماراتية، ولدينا الموسوعة الوطنية الثقافية، التي تجمع عدداً كبيراً من الكتّاب والمثقفين والفنانين، وسوف يتم تحويل هذه التسجيلات الشفهية التي يتم جمعها من مواد على الموقع الخاص، الذي كان في السابق يحمل عنواناً مكتنزاً، لكن الآن بعد أن اشتمل على عدد كبير من اللهجة الإماراتية وقاموس المفردات، والمعلومات التراثية والتسجيلات الشفهية، قررنا أن نسمي هذا العمل العظيم موسوعة الإمارات التراثية، ونؤكد أنه عقب اجتماع تم مؤخراً مع إدارة تقنية المعلومات، تم الاتفاق على أنه سيكتمل العمل فيه خلال ال«5 إلى 6» أشهر القادمة، وبذلك نكون قد توصلنا إلى المرحلة النهائية للمشروع، لأن الموقع باللغة العربية أصبح جاهزاً، والآن نعمل على إعداد الترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وهذا ربما يحتاج إلى وقت، لأن هناك بعض المفردات الإماراتية، التي تحتاج إلى ترجمة عربية، ومن ثم ستترجم إلى الإنجليزية، والموقع الذي سيكون باللغتين، يشمل عدداً كبيراً من الصور، حتى يكون ذلك أكثر وضوحاً للناس، ونتمنى أن ينال هذا المشروع رضا واستحسان الجمهور.

} كيف يتم اختيار المواهب الشابة؟

لدينا في قسم التراث برنامج «أجيالنا والفنون الشعبية»، وربما يتم تغييره إلى أولمبيات الفنون الشعبية، حتى يشتمل على أنواع كثيرة من الرياضات، سواء من الفنون الشعبية والفولكلور والعادات والتقاليد والمهن الطبية والحرف اليدوية، ليكون هناك نوع من التنافس بين الجمعيات والأجيال.

} هل لديكم شروط في المشاركة؟

نحن لا نضع شروطاً في أي نشاط، لكن نعمل نوعاً ما على جمع البيانات، لأنها مهمة في المستقبل، وإذا احتجنا لهؤلاء الناس يوماً ما، في عملية إكمال مراحل التعلم، تكون هذه البيانات موجودة لدينا، حتى نستطيع من خلالها التواصل معهم في طرح البرامج.

} ما تقييمك للمواهب الشابة في دورتها الماضية؟

نحن نهتم بالمواهب الشابة كثيراً، وهناك توجه واهتمام كبيرين، ليس من طرف الوزارة فقط، وإنما الدولة ظلت تهتم بالجانب التراثي، حيث أصبح هناك عدد كبير من المراكز سواء كانت حكومية أو خاصة، من أجل تنظم فعاليات وأنشطة مختلفة، وكل ذلك من أجل الاهتمام بإحياء التراث والمحافظة عليه.

} ما ترتيباتكم للدورة القادمة للتراث؟

قمنا بوضع خطة هذا العام يتم من خلالها تشكيل لجنة عليا، برئاسة الوزارة، سيكون من ضمن أهدافها أن تعمل اللجنة على توحيد الجهود في تنظيم المشاركات الخارجية والفعاليات الداخلية، على أن تتم هذه البرامج بأجندة وبميزانية معروفة بدلاً من الاجتهادات الشخصية.

} هل المسابقات تعتبر فرصة للاحتكاك بالثقافات الأخرى، وهل لديكم إحصاءات؟

بالتأكيد، والوزارة قامت بأشياء كثيرة من أجل إنجاز البرنامج، والتوصل لفئات الشباب والأطفال من صغار السن، الذين يشاركون في مسابقات تراثية، سواء على مستوى الفولكلور، أو الحرف اليدوية، وهذا مهم جداً بالنسبة لتلك الفئات، ويؤهلهم للمشاركات الخارجية، كما أن هناك إحصائيات موجودة، من خلال عملنا مع الجمعيات في تلك البرنامج، وقد يتجاوز العدد الآن «1000» فرد، لأن هناك «28» جمعية، كل واحدة منها تتبنى ما بين 40 إلى 60 فرداً.

} هل هذه التظاهرة تكفي طموح المتسابقين؟

الطموح ليس له سقف محدد، ولكن نحن نعمل من خلال البرنامج في الأوقات المناسبة، وليس في فترة الصيف، لأن الفعاليات تقام خارج القاعات المبردة، حتى يشعر الجميع بأجواء الطبيعة أكثر، ونسعى إلى قيام مهرجان فعال وحقيقي، قائم على المواهب الحقيقية.

} كيف يتم اكتشاف بعض المواهب؟

نحن نعلن عن طريق الجمعيات التي ذكرتها، والمنتشرة في مناطق الدولة المختلفة، وتكون الدعوة عن طريق أولياء الأمور، ومن ثم تقوم الجمعيات التي ندعمها بنقل المشاركين بالحافلات إلى مكان الحدث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"