عادي
حضرت ندوة «الأدب في العالم الرقمي بين التحديات والتطلعات»

جواهر القاسمي: منصات العالم الرقمي مُسخّرة للإبداع البشري

19:32 مساء
قراءة 4 دقائق
كاتبات مشاركات في ندوة «الأدب الرقمي»

شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ندوة ثقافية بعنوان «الأدب في العالم الرقمي بين التحديات والتطلعات» التي نظمها المكتب الثقافي ضمن فعاليات جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية للعام 2024 في دورتها السادسة، وأدارت الندوة الأديبة نجيبة الرفاعي، وشاركت فيها عدد من الأديبات الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، وهن فوزية السندي، وشريفة علي التوبية، وجميلة عبد الله علي، وآمنة ربيع مبروك، ولولوة أحمد المنصوري، وحوراء علي الهميلي. ضمت الندوة عدة محاور أهمها مناقشة الوجود الإيجابي للأديب العربي في العالم الرقمي، وما يمكن للأديب العربي فعله لإثبات وجوده في العالم الرقمي، وأساليب الأدب الرقمي وعلاقته بالتحليل النقدي ومستقبل اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ثورة الأدب الإلكتروني مع وجود أقلام تعتمد على الصفحات الإلكترونية لتنشر إنتاجها.

وكان لسموها مداخلة في الندوة، حيث قالت: «لا يمكن إنكار أهمية المنصات الرقمية في تسهيل عملية كتابة الأعمال الأدبية، وبالأخص مع طفرة الذكاء الاصطناعي الذي أصبح ينتج العمل الأدبي بالإنابة، وبالرغم من تلك المزايا التي تحملها البرامج الرقمية في تسهيل وصول الأديب لأدوات الكتابة والنشر، فإنّها لن تحمل الإبداع والفكر البشري الذي يخاطب عقل الإنسان وقلبه، وهذا ما يجب أن يحرص الكاتب على تحقيقه في كتاباته».

وتابعت سموها: «مع مرور الزمن، يلجأ الناس إلى المنصات الرقمية ليصلوا إلى المختصر الذي لا يكون في كل الأحوال مفيداً، فيقرؤون جملة من مقال ويظنون أنّهم اكتسبوا المعرفة والعلم، وذلك بلا شك ليس مصدراً كافياً، فنهر العلم لا حد له، ولا يجب علينا الاكتفاء بكلمات قليلة من هذا العلم الشاسع، ولنا في صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حاكم الشارقة أسوة في حب العلم والمعرفة، فسموه له في كل ركن من منزله كتاب مفتوح، يحمل في صفحات كل منها معارف مختلفة في الأدب والتاريخ والفنون وغيرها من المجالات ليوثقها في كُتبه للأجيال المقبلة، فذلك ما يؤكّد أهمية استدامة العلم وتوارث الفكر الذي يصنع تاريخ وحضارة الشعوب».

  • مستقبل الكتابة

وتحدثت خلال الندوة الأديبة فوزية السندي، وقالت: «إنّ الحديث عن الأدب الرقمي هو حديث عن مستقبل الكتابة، فمنذ أن بدأ الإنسان في العصر الحجري التعبير عن مشاعره كان يحفر على جدران الكهوف بأدوات تعبيرية بسيطة مثل الإزميل، وكان يعبر عن مشاعره من خلال الصور والرسومات، ومن ثم تطورت اللغة وتحولت لحروف وكلمات، وفي كل عصر واجهت الكتابة تطوراً في وسائل التواصل مع القراء ومع الآخرين، والآن الانتقال من الكتابة الورقية للرقمية، قدم للكاتب عدة إيجابيات، منها أنّ الكاتب اليوم وبفضل التقنيات الحديثة يمكنه إخراج نصه ويمكنه أن يضيف إليه الموسيقى والصور، ويضيف له رؤية إخراجية، والفضاء الإلكتروني اليوم يتيح لنا التواصل مع شعوب العالم بأسهل وأسرع الطرق».

وتحدثت السندي عن تجربتها في هذا المجال، حيث أسست موقعاً أدبياً ووضعت فيه المقالات كافة التي كتبتها بما في ذلك مقالاتها المترجمة بلغات عالمية.

  • التواصل الإيجابي

أما جميلة عبد الله، فتحدثت عن الأدب التشاركي، قائلة: «أتاحت التقنيات الرقمية اليوم فرصاً أكبر للتفاعل بين الكاتب والقراء، وهناك من يشارك الكاتب في كتابة النص من خلال تغيير النهاية مثلاً، أو اقتراح أحداث مختلفة لما قدمه الكاتب، وبالطبع لا أمانع في وجود الأدب التفاعلي أو التشاركي، إذا كان العمل الأدبي يحمل رسالة إنسانية مهمة ولا يضر أحداً، وإذا كان الهدف منه تحقيق التواصل الإيجابي والتفاعل المثمر بين الكاتب والقراء، لتبادل الآراء ومشاركة الأفكار، ووضع حلول لقضايا مجتمعية مهمة، دون الخوض في أي مشكلات أو لغط أو تغيير جذري للنص الأصلي، الذي يجب أن يحتفظ بمحاوره الأصلية وأفكاره.

بدورها تحدثت آمنة ربيع مبروك عن النقد في ظل التقنيات الرقمية قائلة: «الناقد الناجح، هو الناقد المسلح بالمعرفة والفكر والهوية الثقافية المتوارثة عبر الأجيال، إضافةً للسلاح التقني، الذي يدعمه ويسهل له عملية قراءة الأعمال الأدبية ونقدها بشكل ممنهج وصحيح»، وأضافت: «بالطبع في ظل التقنيات الرقمية تزداد مهمة الناقد صعوبة، مع ضرورة الحرص على التمييز بين النص الجيد الذي يستحق النقد، ولكن في الوقت ذاته يمكنه الاستفادة من التقنيات الرقمية في سرعة وسهولة الحصول على النصوص التي يرغب في قراءتها ونقدها، لذا على الناقد اليوم أن يواكب عصره ويتمتع بثقافة برمجية عالية، ويترك الورقة والقلم ويهتم بالحاسوب».

أما حوراء علي الهميلي، فقالت: «الأدب الحقيقي هو ذاك الذي يلامس الروح، هو ما نشعر به ويقترب من القلب، بغض النظر عن اللغة، فقد تكون اللغة غير مفهومة لنا، ولكن الكلمات الصادقة تعرف طريقها مباشرة نحو القلوب، لذا لا يمكن للذكاء الاصطناعي مهما تطور أن يقدم لنا نصاً شعرياً يلامس أرواحنا، فعندما تأتيني إحدى الحاضرات وقد تأثرت بإحدى قصائدي، رغم أنّها لم تفهمها كلغة، إلّا أنّها لامست روحها ومشاعرها، فهذا هو المهم، فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه كتابة نص شعري حقيقي، ويمكننا الاستفادة من هذه التقنيات في الطباعة وسرعة الحفظ والإرسال، فاليوم يمكننا الوصول لأي مكان في العالم من خلال الأجهزة التقنية».

بدورها قالت شريفة علي التوبية: «الأدب الرقمي هو لغة العصر، والإنسان المعاصر يواكب الأدب الرقمي، ويتعايش معه، ويستفيد من تقنياته لتطوير عمله، ولكن هذه التقنيات الرقمية وجدت لتسهل لنا آلية العمل، ولا يمكنها أن تأخذ دور الأديب، كما أنّها تتصف بالسرعة والضجيج، بينما يحتاج الأديب للهدوء والعزلة ليبدع».

لولوة أحمد المنصوري تحدثت عن ارتباطها بالكتاب الورقي والأقلام، وقالت: «رغم كل التطور الرقمي الذي نعيشه اليوم، فإنني ما زلت أكتب بالقلم، ولا يمكنني الاستغناء عن حميمية الورق، حتى كتبي الورقية لم أستطع استبدالها بالكتب الرقمية، فكيف للذكاء الاصطناعي مهما تطور أن يكتب لي نصاً إنسانياً مؤثراً؟» وأضافت: «كنت أفكر في تحويل مكتبتي الورقية لمكتبة إلكترونية، على اعتبار أنّ هذا أسهل، ولكني بعد أن زرت الهند مؤخراً ولاحظت اهتمام الأسر بالاطّلاع على الصحف اليومية وحرصهم على القراءة وتقديرهم لأهمية الصحيفة والكتاب كمصدر للمعلومة رغم توفر الحواسيب لديهم والجوالات، قررت أن احتفظ بكتبي وبكل ما تحمله الأوراق من حميمية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v77pkx5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"