عادي
أكثر الملفات حساسية على طاولة المفاوضات

شي وبلينكن يتبادلان طرح المخاوف.. هل يتصالح التنين الصيني مع النسر الأمريكي؟

16:36 مساء
قراءة 3 دقائق
شي وبلينكن يتبادلان طرح المخاوف.. هل يتصالح التنين الصيني مع النسر الأمريكي؟
شي وبلينكن يتبادلان طرح المخاوف.. هل يتصالح التنين الصيني مع النسر الأمريكي؟

«الخليج» - وكالات
قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، الجمعة، لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن أكبر اقتصادَين في العالم يجب أن يكونا «شريكين، وليس خصمَين»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه لا يزال هناك «عدد من المشاكل» التي ينبغي حلّها في إطار علاقاتهما.
ويجري بلينكن، منذ الأربعاء، زيارته الثانية إلى الصين في أقل من عام، حيث ناقش مع المسؤولين نقاط خلاف عدّة بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلّق بروسيا، وتايوان، والتجارة.
وخلال لقائه وزير الخارجية الأيريكي في قصر الشعب في بكين، أكّد شي جينبينغ أن البلدين «حققا تقدماً» منذ اجتماعه بنظيره الأمريكي، جو بايدن، في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقاً لما نقلته عنه قناة «سي سي تي في» الرسمية.
وقال شي إنّ «البلدين يجب أن يكونا شريكين، وليس خصمين»، حتى لو كان لا يزال هناك «العديد من المشاكل التي يجب حلّها»، مشيراً إلى أنّه «لا يزال من الممكن بذل مزيد من الجهود».
وأضاف «نأمل في أن تتمكّن الولايات المتحدة من تبنّي نظرة إيجابية حيال تطوّر الصين»، مؤكداً أنّه «عندما يتمّ حلّ هذه المشكلة الأساسية، يمكن أن تستقرّ العلاقات حقاً، وتتحسن وتتقدم».
وفي وقت سابق، الجمعة، حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، نظيره الأمريكي، من أنّ الضغوط الأمريكية المتعدّدة على الصين قد تؤدي إلى «تدهور» العلاقات بين البلدين.
وتطرّق وانغ إلى قضية تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتطالب بالسيادة عليها، بينما تدعمها واشنطن عسكرياً، وقال إنّ هذه القضية هي «الخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه»، في العلاقات الصينية الأمريكية.

«تهدئة التوترات» في الشرق الأوسط

من جانبه، رأى بلينكن أنّ الصين يمكن أن تلعب دوراً في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، وقال للصحفيين «أعتقد أن علاقات بكين يمكن أن تكون إيجابية في محاولة تهدئة التوترات ومنع التصعيد، وتجنّب انتشار النزاع»، مضيفاً أنّ نظيره الصيني وانغ يي، وافق على البقاء على اتصال بشأن الشرق الأوسط.
وفيما أشار إلى أنه أثار مخاوف واشنطن بشأن دعم بكين لموسكو، أكد أن «روسيا ستواجه صعوبات في مواصلة هجومها على أوكرانيا»، من دون هذا الدعم.
ولا تمد بكين موسكو مباشرة بأسلحة، إلا أن واشنطن اتّهمتها في الأسابيع الأخيرة بتزويدها بمواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تساعدها في جهودها لتوسيع إمكاناتها العسكرية، في أكبر عملية إعادة تسلّح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفييتية.
في المقابل، تنتقد الصين الضغوط المتعدّدة التي تمارسها الولايات المتحدة عليها، خصوصاً في ما يتعلق ببحر الصين الجنوبي، وتايوان، والتجارة، وعلاقاتها مع روسيا التي تعزّزت منذ الحرب في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
كذلك، تُثار خلافات بين البلدين في ظلّ القيود الأمريكية المفروضة على صادرات التكنولوجيا المتطورة، ومن ضمنها أشباه الموصلات إلى الصين.

«تيك توك»

وتبرز شبكة التواصل الاجتماعي «تيك توك» ضمن أحدث المواضيع الخلافية بين القوتين الاقتصاديتين، لا سيما وأن هذا التطبيق مهدّد بالحظر في الولايات المتحدة، ما لم يقطع علاقاته مع شركته الأم الصينية «بايتدانس».
وتشتبه واشنطن في أن بكين تستخدم «تيك توك» للتجسّس على الأمريكيين وجمع بيانات شخصية ونشر الدعاية الصينية، غير أنّ شبكة التواصل الاجتماعي تنفي هذه الاتهامات، بصورة قاطعة، فيما أبلغت الشركة الأم «بايتدانس»، أنها لا تعتزم بيع التطبيق.
ورغم هذه التوترات، فإن العلاقات بين القوّتين الاقتصاديتين «بدأت تستقر» منذ القمة التي عُقدت بين شي وبايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما صرّح وانغ يي، محذّراً في الوقت ذاته من «عوامل سلبية» لا تزال قائمة بينهما.
وقال «تعرّضت حقوق الصين المشروعة في التطوّر للقمع بشكل غير مبرّر، كما يتمّ التعرّض لمصالحنا الأساسية»، في إشارة إلى القيود الأمريكية في قطاع التكنولوجيا.
وتساءل وانغ «هل ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تواصلا المضي في الاتجاه الصحيح، اتجاه الاستقرار، أم العودة إلى دوامة الانحدار؟»، مشدّداً على أن «هذه قضية رئيسية تواجه بلدينا، وتختبر صدقنا وقدراتنا».
وتشير زيارة بلينكن التي تنتهي، الجمعة، إلى تراجع التوتر بين الصين والولايات المتحدة، بعدما وصل إلى ذروته في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يتوعد مجدداً باعتماد نهج حازم حيال بكين في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويبقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الضغط على بكين مع سعيه إلى إرساء استقرار في العلاقات الثنائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3x5mwh2j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"