الشارقة:محمد الماحي
خدمة الإنسانية بلا حدود، ونشر الخير، فكر راسخ وقيم متجذرة في عقيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دلل عليها سموه في عشرات المواقف، وذكّر بها في أغلب خطاباته، متعهداً بحملها على عاتقه لإحلال السلام ونشر الخير بين الشعوب.
تعزيز المحبة
وكانت مبادرة وثيقة الأخوة الإنسانية التي رعى اجتماعها، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس؛ بابا الكنيسة الكاثوليكية وصدرت عنهما في الإمارات أول وثيقة من نوعها في التاريخ، لتعزيز المحبة والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان السماوية الذين يلتقون على أرض واحدة ويُسهمون في بناء اقتصادها ونشر العلوم والثقافة وغيرها؛ لما فيه مصلحة الدولة أو المجتمع الذي يعيشون فيه شركاء في كل شيء.
وتعد حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في العالم من أهم المبادرات الإنسانية لسموه، وسيخلدها التاريخ بوصفها الأهم في مجال تقديم المساعدات الصحية، حيث قدمت 418 مليوناً و956 ألفاً، و226 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، لأكثر من 71 مليون طفل باكستاني تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وتعكس جهود صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وحملات الإمارات لمكافحة مرض شلل الأطفال على المستوى العالمي، التزام دولة الإمارات بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة، وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان، وخاصة فئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.
وعلى الصعيد الدولي كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دور بارز في مواجهة التحديات العالمية، سواء ما يتعلق منها بالصحة أو التعليم أو البيئة أو التنمية، وغيرها من القضايا التي تمثل هواجس عالمية، حيث قدمت دولة الإمارات ـ بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ ممثلة في هيئة الهلال الأحمر، مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 18.3 مليون درهم للمتأثرين من إعصار «إيداي» في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي، وأغاثت 555 ألف شخص بعد زلزال ألبانيا، وقدمت مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من بركان «تال» في الفلبين.
كما أن جهود مواجهة التحديات العالمية وإحياء قيم الإنسانية النبيلة ومعانيها السامية، جعلت تأثير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يتخطى المنطقة؛ لكونه مثالاً يحتذى وقائداً ملهماً لكثير من قادة العالم، فمواقفه وأقواله وأفعاله لها حضورها في المحافل الإقليمية والدولية، ويجد فيها العالم حكمة وأيقونة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث فلسفة صنع الخير والتراحم الإنساني.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سباقاً إلى دعم الجهود العالمية للحد من آثار التغير المناخي، وتحقيق منظومة متكاملة للاستدامة البيئية، حيث قام سموه برعاية اجتماع أبوظبي للمناخ، الذي حضره أنطونيو جوتيريس أمين عام الأمم المتحدة، وحوالي 1000 من المسؤولين وصناع القرار والخبراء العالميين، لرسم ملامح السياسات والمبادرات.
السلام والاستقرار
بأحرف من نور، يسجل تاريخ الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عدداً من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف ضد أفكار التطرف والتشدد. ومن أبرز تلك المبادرات جهود سموه في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا، الذي استمر على مدار عقدين من الزمن، وتدخله شخصياً لتخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان أكثر من مرة.
ويشهد العالم بنجاح رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع؛ إذ أشاد أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، بالدعم الذي يقدمه سموه ودولة الإمارات لبرامج الأمم المتحدة، لاسيما على الصعيد الإنساني والإغاثي والتنموي.
وفي مشهد إنساني جليل مؤثر، وبعطاء القلب الكبير، وحُنوِّ الأب، جاء إعلان دولة الإمارات، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإرسال طائرة لإجلاء رعايا عدد من الدول الصديقة والشقيقة من ووهان، بمثابة طوق نجاة لهم، وأكبر حلم لهم ولأسرهم يتحقق على أيدي أبناء زايد الخير.
وكانت رعاية سموه لمؤتمرات عالمية دورية تجري فعالياتها على أرض الإمارات، مثل مؤتمر الطاقة المستدامة والمياه، ومؤتمر أبوظبي العالمي للنفط والغاز، وغيرها من اللقاءات التي حضرها رؤساء دول وكبار المسؤولين.
