لماذا جاء الأثرياء؟

02:08 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

ماذا يعني أن تكون دولة الإمارات ضمن أكثر دول العالم استقطاباً للأثرياء، وأن تكون دبي الخيار الأول بين مدن العالم قاطبة في جذب أصحاب الثروات؟
ليس من البساطة بمكان أن تنافس دولة أو مدينة عربية دول العالم ومدنها الشهيرة، في واحد من أهم المقاييس وهو رضى أغنى الأغنياء، وأن تلبي مطالب هذه الشريحة الصعبة المراس والكثيرة الطلبات التي يعرف عنها أنها «لا يعجبها العجب».
وكيف تنجح دولة موقعها الجيوسياسي في منطقة تواجه تحديات جمة، في تحقيق استقرار قل نظيره في العالم، وأن تكون ملاذاً آمناً وحراً لأصحاب الملايين وعائلاتهم؟
الأمر كله يدعو إلى تقدير قيادة الإمارات التي تؤمن بأبنائها أولاً وبالإنسان الآخر ثانياً، وتعدّه شريكاً فعالاً في الاقتصاد والمجتمع، قيادة تنتهج مبادئ التسامح، وترفع العدل راية، حيث الجميع سواسية أمام القانون.
ما وصلت إليه الإمارات ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج إيمان ورؤية وعمل ومثابرة، إنه نتيجة لتلاحم القيادة والمجتمع، إنه حصيلة حرية الفرد وتفجير الطاقات الإبداعية ورعايتها، إنه نتاج عمل فرق بأكملها نفذت بنجاح رؤية قيادة واعية همها الأول الوطن.
سنّت الإمارات القوانين، ووفرت البنى التحتية الراقية، وقدمت التسهيلات للأعمال، وأطلقت المشاريع الأساسية والكمالية، وبنت أجهزة إدارية سلسة، ووفرت الأمن والأمان، وفتحت ذراعيها للجميع، فأصبحت أرض الأحلام والفرص، ومركزاً للباحثين عن الابتكار، وملاذاً للأثرياء والمبدعين.
التقرير الأحدث يفيد بأن دولة الإمارات استقطبت في 2018 نحو 2000 من أصحاب الثروات الكبيرة، بينما تصدرت دبي مدن العالم، حيث اجتذبت أكثر من 1000 مليونير، متفوقة في ذلك على مدن كبرى مثل لوس أنجلوس، وملبورن، وميامي، ونيويورك، وسان فرانسيسكو وسيدني.
سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي في تعليقه على التقرير يقول إن هناك عناصر تكاملت جعلت دولة الإمارات محط أنظار العالم نموذجاً أمثل للعيش والعمل.
وهذا النموذج اليوم مؤهل للاستفادة من وجود هؤلاء الأغنياء على أرض، فوجودهم ينعكس إيجاباً على قطاعات الاقتصاد كافّة، وإن كان على رأسها التجزئة والعقارات والطيران، والخدمات المتنوعة. ومن شأن ذلك أن يسهم بقوة في تعزيز دورة اقتصادية متنامية تظهر في الأفق.
لكن من أين جاء هؤلاء الأثرياء؟
يظهر تقرير بنك «أفرو آسيا» نزوحاً كبيراً لأصحاب الثروات من مواطنهم إلى دول العالم ومنها الإمارات، حيث نزح من الصين 15000 مليونير، ومن روسيا 7000 مليونير، و5000 من الهند، و4000 من تركيا، و3000 من كل من فرنسا والمملكة المتحدة.
لا تسمح المساحة بذكر الأسباب التي دفعت هؤلاء للنزوح من أوطانهم، لكننا نكتفي بالإشارة إلى أن عدداً كبيراً منهم وجد ضالته في الإمارات، حيث الأمن والأمان، والسعادة والرفاهية فعدّها وطنه الثاني. والبقية تفاصيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"