عادي
5 سنوات على اجتياح صنعاء.. بؤس وخوف وجوع وموت

قرقاش يدعو إلى توحيد الصفوف ضد الخطر الحوثي

04:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
عدن «الخليج»، وكالات:

أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على «تويتر»، أن «الذكرى الخامسة للانقلاب الحوثي على الدولة والشعب اليمني الشقيق حزينة، تقويض بناء الدولة المستندة إلى الحوار اليمني، والمعاناة الإنسانية حصيلة هذا الانقلاب، واليوم لا بد من إعادة توحيد الصفوف ضد الحوثي بعد أن تأكد خطره على المشهد الداخلي وعلى الاستقرار الإقليمي». وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: إن صفحة ميليشيات الحوثي والانقلاب ستطوى دون رجعة، وستستعاد مؤسسات الدولة، ويعود اليمن فاعلاً في محيطه الإقليمي والدولي.
ومرت خمسة أعوام على انقلاب ميليشيات الحوثي، على الحكومة الشرعية اليمنية؛ حيث بات العلم الإيراني يشاهد وسط صنعاء، ولافتات الحوثي لا تخطئها عين في شوارع العاصمة. سنوات من الفقر والجوع والموت وقصف المدن وتشريد اليمنيين، ومع ذلك يحتفي الحوثيون بذكرى اجتياحهم صنعاء (21 سبتمبر/أيلول 2014)، وإدخال البلاد في الحرب الأكبر بتاريخها الحديث.
وليس أدل على الحال الذي وصلت إليه اليمن، بعد خمسة أعوام من انقلاب الحوثيين واجتياحهم صنعاء، أنها عادت عقوداً إلى الوراء من عدة نواح معيشية واقتصادية وسياسية، ويكفي أنها باتت تصنف طبقاً للتقارير الأممية، بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، منذ الانقلاب على السلطة الشرعية.
ويرى أحد السكان أن العاصمة اليمنية أضحت تحت «ظل» الحوثيين، «أكبر صالة عزاء في العالم»؛ حيث يرى الداخل إليها كيف حول الحوثيون شوارعها وكل أماكن الدعاية والإعلان فيها إلى لوحات عشوائية لصور قتلى الميليشيات، حتى الأماكن العامة ومنازل المواطنين لم تسلم من دعاية الموت لقتلى سقطوا في جبهات الميليشيات.
معالم باهتة من البؤس، يلاحظها المتجول في شوارع صنعاء، وصور مجسمة لقتلى الجماعة وشعاراتها. لا تكاد تجد موقعاً حكومياً أو مؤسسة لم تلطخ باللون الأخضر الذي تتخذ منه ميليشيات الحوثي وسماً لهويتها، حتى مباني صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي، باتت مكاناً أثيراً للشعارات الحوثية.
واستنسخ الحوثيون النظام الإيراني بمؤسساته الموازية فبعد انقلابهم، وضعوا- كما في مؤسسة قائد الثورة في إيران- ممثلاً أو ما يُسمى ب«المشرف الحوثي»، في كل مؤسسة ووزارة وحتى إدارة وقسم شرطة تابعة للحكومة، وكلمته هي الحكم الفصل.
كما دفعوا بالآلاف من أتباعهم ليشغلوا مناصب المؤسسات الأمنية والعسكرية ومنحوهم رتباً علياً، وكونوا ما تُسمى ب«اللجان الشعبية»، وهي تنظيم من إنشاء الميليشيات الإنقلابية مسلح يشبه «الحرس الثوري الإيراني». كما أنشأت عشرات السجون السرية إلى جانب سجون الدولة المسيطرة عليها، وزجت بآلاف المعارضين لمشروعها فيها.
إلى ذلك، حولت ميليشيات الحوثي، تجارة السلع والمواد الأساسية إلى سوق سوداء تابعة لها، تكسب من ورائها المليارات، وهذه هي النقطة التي تذرعت بها ميليشيات الحوثي خلال اجتياحها صنعاء، إلى جانب نهب الإيرادات العامة ورواتب موظفي الدولة منذ ثلاث سنوات في مناطق سيطرتها، ما عمق من حجم المعاناة الإنسانية لليمنيين.
إنسانياً أيضاً، يواجه الشعب اليمني أمراضاً وأوبئة، وفي مقدمتها وباء الكوليرا الذي يفتك بصحة الآلاف، هذا إلى جانب استمرار الميليشيات الحوثية في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين في مناطق سيطرتها. صور مؤلمة يتناقلها ناشطون يمنيون يومياً، تكشف جوانب كارثية يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة الانقلابيين، التي حولوها إلى «مقابر للأحياء».. أجساد هزيلة ينهشها الجوع، أعداد مخيفة للمتسولين الباحثين في الشوارع عما يسد رمقهم، في حين تقبع خلف الجدران آلاف الأسر المتعففة التي لم تصل إليها المساعدات الإنسانية، ولن تصل إليها ما دام قادة الميليشيات يهيمنون على كل شيء.
وعلى مدى خمسة أعوام من سيطرة الحوثيين على صنعاء لم تتراجع الوسائل الخدمية وحسب؛ بل توقفت بشكل شبه كامل، من الكهرباء والمياه وغيرها.
والتعليم ليس أفضل حالاً بعد أن أصابت الميليشيات الانقلابية المنظومة التعليمية بالشلل، في ظل عدم صرف رواتب المعلمين، ومساعيها المستمرة لتزييف المنهج الدراسي وفق تصوراتها الأيديولوجية.
على الجانب الآخر، تعيش قيادات ميليشيات الحوثي ببذخ من نهبها للأموال العامة ومرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، والاتجار في السوق السوداء بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي، وفرض الجبايات غير القانونية على المواطنين والتجار.
ولعل ما يلفت النظر في أغلب أحياء صنعاء؛ حركة العمران المتسارعة؛ فهناك مبانٍ جديدة تُشيّد، وعمارات سكنية، لكن ما إن يتساءل الزائر عن السبب حتى يجد الإجابة على ألسنة السكان، الذين يؤكدون أن ملكية أغلب هذه المباني الناشئة هي لقيادات حوثية قادمة من صعدة وعمران.
كما يؤكد مراقبون أن حالة الثراء غير المسبوقة التي طرأت على عناصر الميليشيات بسبب نهب موارد الدولة والاستئثار بالمناصب، إلى جانب سعيهم إلى إحداث تغيير ديموغرافي في صنعاء لمصلحة عناصر الجماعة هي من جعلتهم يستثمرون أموالهم في شراء العقارات أو تشييدها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"