كلام ساكت

02:13 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

للأخوة السودانيين تعبير بليغ يختصرون به الكثير من المواقف والاعتبارات عندما يكون الكلام لمجرد الكلام، ولن يقدم أو يؤخر بالنسبة إلى المتلقي بقولهم إنه «كلام ساكت»!.. وأرجو اعتبار ما يلي من هذه العينة، حتى لا يثير حفيظة أحد.
** الحوكمة والمسؤولية، الرقابة والمحاسبة، النزاهة والشفافية.. وغيرها من المصطلحات المهمة في إدارة شؤون الحركة الرياضية، لا أعتقد أنها بحاجة إلى قانون يقرها أو قرار يضبطها، فمن المفروض أن تكون ضمن أبجديات العمل في كل وأي إدارة سواء كانت لنادٍ أو اتحاد أو مجلس رياضي حتى نصل إلى سقف اللجنة الأولمبية و الهيئة العامة للرياضة. ولو دققنا سنجد هذه المعاني غائبة بنسب ودرجات متباينة في إدارات كل هذه المؤسسات، مع أننا «يوماتي» نقرأها ونسمعها في تصريحات المسؤولين وفي قراراتهم وفي اللوائح والقوانين المنظمة للعمل.
** «الهواية» ليست جريمة ولا عيباً ولا نقيصة، ولا يمكن بأي حال اعتبارها علامة على التأخر أو التراجع عن مسايرة الركب في كرة القدم أو سواها من الألعاب، وكذلك «الاحتراف» ليس نقلة ولا بدعة ولا طفرة ولا معجزة ولا حلاً سحرياً لكل مشكلاتنا الرياضية.
من قال مثلًا إن الحماس والغيرة والانتماء لنادٍ أو مكان معانٍ مرتبطة بالهواية، ومن قال إن الالتزام والانضباط ومعرفة الحقوق والواجبات معانٍ مرتبطة بالاحتراف؟
بصراحة الهواية والاحتراف مظلومان معنا، فمع الهواية لم نكن متخلفين ومع الاحتراف لم نصبح متطورين، ففي كل الأحوال وبكل المراحل تبقى القيم والمبادئ والمثل العليا في التعامل الإنساني كما هي، وإذا كنا نتباكى الآن على أشياء فقدناها وودعناها مع الهواية، ونشكو من أشياء أخرى التصقت بنا في مرحلة الاحتراف، فلنعترف بأن العيب فينا وفي ثقافتنا الخاطئة التي اصطبغت بها سلوكاتنا، وليس العيب بأي حال في الهواية ولا في الاحتراف.
** الأعراف والعادات والتقاليد لا مفر منها، وهي تتمتع بقوة وصلابة وحضور وفاعلية أكثر من أي قوانين يتم سنها، ولذا لا داعي مطلقاً للخجل منها، والالتفاف عليها أو إنكارها بأي حجة. «نعم» لا بد من التوازنات والحسابات التي تراعي ظرفي الزمان والمكان، ومراعاة الاعتبارات التي تراها الشخصيات القيادية في كل وأي تشكيل جديد لإدارة لعبة أو مؤسسة اتحادية مهمة.. أعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا كلها صحيحة وسليمة والحمد لله وهذا هو المهم، بغض النظر عن دعاوى الديمقراطية والجمعيات العمومية والانتخابات.. ماذا أخذنا منها غير الادعاءات والتربيطات والمهاترات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"