عادي

الموقف الشعبي يتفهم إلغاء الاستضافة

02:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
حاول المغرب من خلال رفضه تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم مطلع 2015 بسبب تهديدات فيروس إيبولا المتنامية، حماية صحة مواطنيه من ناحية، وتجنب وقوع كارثة على مستوى قطاعه السياحي من ناحية ثانية، مع التقدير بأن صورته الخارجية لدى الشركاء الأفارقة لن تمس .
وأكد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة المغربي رداً على أسئلة النواب في جلسة للبرلمان نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة أن "لكل بلد الحق في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة مواطنيه" .
رغم رفض الاتحاد الإفريقي طلب التأجيل الذي تقدم به المغرب، إلا أن موقف الرباط لم يتزحزح قيد أنملة لحد الآن حيث قال وزير الرياضة "نحن لم نرفض بل إننا متشبثون بالتنظيم ومتمسكون بالتأجيل بسبب قوة قاهرة"، تتمثل في فيروس إيبولا الذي حصد 5 آلاف ضحية لحد الآن .
وتجد المملكة المغربية التي كان من المقرر أن تستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها، نفسها محرومة من صفة "عاصمة الرياضة الإفريقية" طوال مدة شهر من المنافسات، إضافة إلى اقصاء منتخبها من المشاركة، والعقوبات التي لا زالت تنتظر الاتحاد المغربي .
لكن منتخب "أسود الأطلس" وأغلب آراء المغاربة تميل إلى الموقف الرسمي للحكومة المغربية المصر على طلب التأجيل، حيث قال مصطفى حجي اللاعب السابق والمدرب المساعد للمنتخب إن "صحة الشعب أمر بالغ الأهمية، وما قامت به الحكومة جيد جداً" .
ومن الناحية الصحية، أشادت منظمة الصحة العالمية بالمخطط الصحي الوطني لمواجهة فيروس إيبولا، حيث لم يتم تسجيل أي حالة لحد الآن في المملكة رغم أنها من بين البلدان القليلة جدا التي قررت الحفاظ على رحلاتها الجوية مع الدول التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير، "من باب التضامن مع هذه الدول" .
والمراقبة الصحية لعدد قليل من المسافرين القادمين من بلدان الإصابة خلال فترة كمون الفيروس (21 يوماً)، أمر يمكن تدبيره في الوقت الراهن، لكن تظاهرة كبيرة كأمم إفريقيا سيقصدها الآلاف من الصعب تدبيرها .
وإذا كانت حماية صحة المواطنين هي الحجة الوحيدة التي تدفع بها السلطات المغربية لتفسير إصرارها على طلب التأجيل، إلا أن هناك اعتبارات أخرى لها تفسر الإصرار المغربي، وعلى رأسها سلامة وسمعة القطاع السياحي المغربي الذي يمثل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي .
ويطمح المغرب إلى جلب 20 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2020 مقابل 10 ملايين زاروا البلد خلال ،2013 حيث إن البطولة الإفريقية كانت ستشكل دفعة قوية للسياحة "في فترة من السنة تشهد نوعاً من الركود السياحي" حسب منصف اليازغي الباحث في السياسات الرياضية .
ورأى اليازغي في حديث لفرانس برس أن أمم إفريقيا كانت "ستسهم في تعزيز الثقة بالقدرة التنظيمية للأحداث الدولية" في المملكة المغربية التي لا زالت تطمح لاستضافة كأس العالم على المدى المتوسط .
ولكن، من ناحية أخرى، "إذا ظهرت حالة واحدة أو حالتا إصابة بفيروس إيبولا وانتشر الخبر عبر أرجاء العالم فسيكون لذلك أثر سلبي كبير في القطاع السياحي، كما يوضح اليازغي .
من جانبه، يدافع مصطفى حجي عن قرار الحكومة المغربية ويقول "تخيل معي وجود فيروس إيبولا في المغرب . سنفقد بسبب ذلك 90% من السياح" .
ومع كل هذه التبريرات يطرح سؤال حول صورة المغرب في إفريقيا ومدى تأثرها في قرار طلب تأجيل كأس إفريقيا .
لكن العاجي يايا توريه صانع العاب مانشستر سيتي، اعتبر في تصريحات لقناة فرانس 24 إن المغرب "لم يأخذ بعين الاعتبار خيبة أمل الأفارقة" .
وفي تغريدة على حسابه في تويتر، قال مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، باسكال بونيفاس، إن قرار المغرب سيكون له "عواقب وخيمة في العلاقات بين الرباط ودول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى" .
لكن بالنسبة إلى أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، لحسان بوقنطار فإن هذا الأمر غير وارد "حيث يجب التمييز والفصل بين الملف الرياضي والملفات السياسية أو الدبلوماسية، فالمغرب مشارك بقوة في الساحة الإفريقية وسيظل كذلك" .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"