هاجس المرض

04:30 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

شر البلية ما يضحك، وما يشهده العالم اليوم من استنفار صحي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، يستوجب الوقوف عنده مطولاً، فالجهود الجبارة المبذولة لاحتواء المرض، ومحاولة عدم اتساع البقعة الجغرافية للمصابين، يقابلها فورة غير مسبوقة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحول جل روادها إلى أطباء واختصاصيين، بعضهم يصف أسباب ظهور الفيروس، وبعضهم الآخر ينشر الشائعات، التي لا ينقص المجتمع استعار نارها.
ليس من باب الحكمة أو الواقع، الاستهانة بالفيروس، الذي يستكين في جسم المصاب حوالي 14 يوماً قبل ان تبدأ أعراضه، لكن الربط بين توقيت ظهوره، وما سبقه من كوارث صحية، يدعو للتمحيص، والوقوف مطولاً عند من يهوى بث الرعب في نفوس الناس، خاصة بعد أن يربط بين «كورونا» وبين أوبئة ضربت العالم خلال ال 400 سنة الماضية، فتراه يذكرنا بالطاعون العظيم الذي ضرب مدينة مرسيليا الفرنسية في عام 1720 حاصداً أرواح 100 ألف شخص في أيام، ووباء الكوليرا الذي حصد في العام 1820 أرواح 100 ألف من البشر في إندونيسيا وتايلاند والفلبين، والنمط الجديد من الأنفلونزا المعروفة بالإسبانية التي ظهرت في العام 1920 متسببة بوفاة حوالي 100 مليون شخص.
تلك الأوبئة، حرص مذكرونا بها، على ربطها بتسلل زمني يظهر تفشيها كل مئة عام، لبث الذعر في النفوس، وبهدف زيادة عدد متابعيهم.
التخوف من المرض، شيء مبرر، وخصوصاً إذا تسبب في حدوث وفيات، إلا أن تحوله إلى هاجس مقترن بتحركات الفرد، شيء غير مقبول، فدورة الحياة يجب أن تستمر، ولا يمكن أن يوقفها فيروس، خصوصاً بعد أن أثبت نظام الترصد ومراقبة الأمراض في الدولة قوته وكفاءته، واتخاذ الجهات الصحية في الدولة جميع الاحترازات الوقائية بما يضمن سلامة الجميع حسب معايير منظمة الصحة العالمية.
حتى المدارس التي يتخوف الجميع من أن تكون مهداً لانتشار الفيروس، جاءت توجيهات وزارة التربية والتعليم لتريح المجتمع بعد أن أوعزت لإدارات المدارس بضرورة توعية الطلبة وتثقيفهم حول الأمراض والفيروسات، وتخصيص حصة دراسية للممرضة في كل مدرسة لتطبيق الدروس التثقيفية للطلبة.
بحسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية، فإن تراجع عدد البلاغات عن حالات جديدة بفيروس كورونا بالصين، يدعو للطمأنينة بعض الشيء، شريطة وقف بث الشائعات عمداً والمعلومات المغلوطة التي لا يمكن التنبؤ بما يضمر مروجوها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"