عادي

العزل الصعب في الأحياء الفقيرة بالعالم

01:31 صباحا
قراءة 3 دقائق

ربما يكون العزل المنزلي في المدن المتحضرة ممكناً ويمر دون مشاكل في بعض الأحيان، ولكن الأمر ليس كذلك في المدن الفقيرة هنا وهناك حول العالم.
يقول دبليو جيود مور، وزير الأشغال العامة السابق في ليبيريا، والباحث في مركز التنمية العالمية: يحتاج السكان إلى مغادرة منازلهم، فقط لجلب الماء والقدرة على غسل أيديهم وكذلك من أجل العمل لأن الأجر اليومي فقط هو الذي يوفر الغذاء لهم. وتمثل ما يسمى بالعمالة «المؤقتة» أو اليومية ما بين 50 و80٪ من السكان العاملين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وبالنسبة لهم، ليس فقط التباعد الاجتماعي هو الذي يسمح لهم بالبقاء، ولكن أيضاً تضامن الأسرة أو المجتمع.
وأكثر من ثلث سكان المدن الحضرية في العالم، من الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة المكتظة، هم الأكثر عرضة لخطر فيروس كوفيد-19 وقد أصبح الإسكان هو الحماية الأساسية ضد الفيروسات التاجية. وتقول ليلاني فرحة، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بتوفير الحق في سكن لائق، إن البيت نادراً ما كان مسألة حياة أو موت. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه المخيمات غير الرسمية تفتقر إلى المراكز الصحية وتضع السكان في أماكن تفتقر لمقومات الصحة المستقرة، ما يجعلنا نقابل فيها أشخاصاً يعانون سوء التغذية أو الأوبئة الأخرى مثل السل. وعلاوة على العواقب المؤثرة في العملية التعليمية جراء إغلاق المدارس، فإن سوء التغذية أيضاً يهدد ملايين الطلاب نتيجة حرمانهم من الوجبات المدرسية. وفي الفلبين، أدى الاحتواء المنزلي إلى تعليق حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.
وهناك تهديد آخر يلوح في مخيمات اللاجئين كوقف الدعم الغذائي أو المساعدات الإنسانية. ويقول المجلس النرويجي للاجئين إنه فقد الاتصال مع 300,000 مستفيد من برامجه في الشرق الأوسط، ويساوره القلق بشأن القيود المفروضة على الحركة بسبب إغلاق الحدود، مما يهدد توزيع المساعدات، بما في ذلك الصابون، والمياه أو أدوات النظافة. فضلاً عن تكلفة نقل المساعدات المادية التي زادت بشكل صارخ مع انخفاض الحركة الجوية والبحرية. وقال الأمين العام للمجلس النرويجي لشؤون اللاجئين. يان إيجلاند: «إذا لم يعد بإمكان عمال الإغاثة إيصال مساعدات الطوارئ بسبب تدابير الاحتواء أو العزل، فسيتم قطع الإمدادات الحيوية وسيفقد النازحون مصدر رزقهم الوحيد».
وفي مقابلة له مع فرانس 24، أعرب موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو يتحدث عن جائحة كوفيد -19، الذي ينتشر في إفريقيا، عن أمله في أن يساعد المجتمع الدولي القارة على التعامل مع الأزمة الصحية وطالب بالتعددية في المساعدة نظراً لأنه تحدٍّ عالمي ويجب أن تكون له استجابة عالمية».
وكان موسى فقي محمد قد وضع في الحجر الصحي في منزله بأديس أبابا، بإثيوبيا، بعد أن أصيب أحد معاونيه بالفيروس، علماً بأن اختبار انتقال العدوى إليه كان سلبياً وأكد أنه على ما يرام»، وأن معاونه يتعافى في المستشفى.
وأمام تقدم الوباء حثيثاً في القارة السمراء، دعا فقي محمد المجتمع الدولي إلى التصرف «بما يتجاوز النوايا الحسنة» وتقديم دعم هائل لإفريقيا، حيث قدر أن هناك حاجة فورية ما بين «100 و 150 مليار دولار. وأضاف إن القارة الإفريقية بحاجة إلى دعم سريع وإلى سيولة، لمواجهة الجانب الصحي من الأزمة، ولكن أيضًا لمواجهة الوضع الإنساني».
ويأمل فقي محمد أن لا يكون الوباء مجرد «خطبة جنائزية» للتعددية، بل يتحول إلى نوع من النشيد للتعددية والتضامن.
ويرى فقي محمد أيضاً أن العزل المعمم هو حل معقد للغاية في إفريقيا، خاصة في المدن الكبرى وهو وصفة لا يمكن تطبيقها في كل مكان وبالطريقة نفسها، ويجب أن نأخذ في الاعتبار الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لبعضنا البعض.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"