أيام إماراتية أردنية

03:44 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله محمد السبب

فيما نحن نشاطر الشقيقة الخليجية الغالية «الكويت» احتفاءها بالذكرى التاسعة والعشرين لتحريرها (26 فبراير: 1991 - 2020)، إثر خلاصها مما تعرضت له من خطيئة عراقية بغزو لم يكن في الحسبان أو القبول الذهني أو العاطفي، حيث ذكراه التاسعة والعشرون (2 أغسطس: 1990 - 2019).. فإننا نعود بذاكرتنا إلى ما قبل ذلك التاريخ (أغسطس 1990) كزمان مثبت في ذاكرة التاريخ العربي والعالمي على السواء، وإلى تلك الرقعة الجغرافية (المملكة الأردنية الهاشمية) كمكان جرت فيه أحداث مصاحبة للفعل التاريخي ذاك..
ففيما كنت في تلك المملكة الأردنية العزيزة، بصحبة الأخوين العزيزين (د. محمد أحمد بن هاشل، وأحمد علي الدباني) لأداء الامتحانات التجارية للسنة الأولى من كلية التجارة بجامعة بيروت العربية «دورة الأردن» ابتداءً من الأول من شهر أغسطس في «الجامعة الأردنية» في منطقة «الجبيهة» في العاصمة «عمّان» التي كان عمرها آنذاك «28 عاماً» منذ إنشائها في العام 1962.. كان هنالك الطلبة الإماراتيون الموجودون لدراسة المساقات الصيفية لعدم وجود نظام الدراسة هذا في جامعة الإمارات آنذاك.. هنالك، نظّم الطلبة في الربع الأخير من شهر يوليو أسبوعاً ثقافياً إماراتياً تعريفاً بالتراث الإماراتي «المادي والمعنوي»، من أزياء وأطعمة وحكايات وسلوكيات وعادات وتقاليد إماراتية أصيلة متوارثة أباً عن جد، انطلاقاً من الحس الوطني المرافق للمواطن الإماراتي في حلّه وترحاله، على اعتبار أنه سفير للنوايا الحسنة الإماراتية وللثقافة الوطنية في كل زمان ومكان..
في ذلك المعرض الثقافي الإماراتي، ثمة فرصة ذهبية للمواطن الأردني وللمقيمين على أرض المملكة للتعرف على ثقافة وتراث وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال سفرائها المتطوعين للترويج عن الهوية الوطنية والثقافية الإماراتية من خلال موقعهم كطلبة حملوا على عاتقهم التعريف بوطنهم الإمارات، من خلال ذلك الأسبوع الثقافي الذي قام على أكتاف ورؤى أبناء الوطن من كل إمارات الدولة.. في ذلك المعرض الوطني كان لي تجوال بين أروقته، ليصل بي المطاف للوقوف أمام مجسم كبير لقلعة «الجاهلي» التي أنشأها الشيخ زايد بن خليفة «زايد الأول» حاكم أبوظبي (1855 - 1909) سنة 1898.. كانت مسؤولية التعريف بذلك المجسم التاريخي العريق تقع على عاتق «د. مريم الشناصي» التي كانت آنذاك طالبة في السنة الثانية من كلية العلوم، إلا أن ظرفاً ما جعلها تغادر القلعة إلى موقع آخر من مواقع المعرض.. في تلك الأثناء، وبينما كنت أقف أمام تلك القلعة كأي زائر عاشق للتراث والثقافة العربية، فإذا بجمع غفير من مرتادي المكان توجهوا نحوي للإحاطة علماً ومعرفة بشيء من تاريخ تلك القلعة وبشيء من تراث وتاريخ الإمارات.. الأمر الذي دفعني إلى الإدلاء بما لديّ من معلومات متواضعة عن ذلك الصرح التاريخي العريق، وبالشيء اليسير مما توفر لي من معرفة بتاريخ وتراث وثقافة الإمارات، بوصفي سفيراً للنوايا الحسنة والوطنية الإماراتية في الزمان والمكان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"