الأمطار؟!

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

التصريحات التي أدلى بها وزير تطوير البنية التحتية الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي في المجلس الوطني الاتحادي رداً على سؤال برلماني حول المناطق المتضررة في الدولة من الأمطار الأخيرة، التي مضمونها أن كميات الأمطار التي هطلت على الدولة لم يرَ مثلها في تاريخ حياته العملية، وأن هناك شعاباً كانت متوقفة منذ 120 عاماً وفي الأمطار الأخيرة جرت فيها مياه الأمطار. وأضاف أننا نسعى إلى عدم تكرار ما حدث، وأكد في تصريحه «إننا تعلمنا درساً جديداً بعد الأمطار الأخيرة، وأنه تم البدء بالفعل بتنفيذ مشاريع لمواجهة آثار الأمطار، وسيتم تنفيذ مشاريع أخرى العام المقبل»، وأشار إلى أن تكلفة المشاريع المقبلة في هذا الجانب تقدر ب 500 مليون درهم.
لا أدري ما هي ردود الأخوة أعضاء المجلس الوطني على تصريحه هذا، لكنه تصريح أقف أمامه بكثير من الحيرة والاستغراب، مع احترامي الشديد لما يقدمه الأخ الوزير وتقديري لجهوده وما يبذله من عطاء واضح في مجال عمله، لكن التصريح لم يلامس المنشود، خصوصاً إن رجعنا للسنوات الماضية والأضرار التي أصابت الكثير من المناطق والمواطنين من جراء سقوط الأمطار حيث كانت تعطي مؤشراً عاماً وواضحاً لما يمكن أن يحدث، خصوصاً مع جهود الدولة من خلال عملية الاستمطار التي تجريها ويعمل عليها فريق متكامل وعبرت عنه صراحة من خلال برنامج الإمارات لبحوث علم الاستمطار الرامي إلى تحقيق أمن المياه في الدولة.
وقد نشرت الصحف العناوين التالية حول سقوط الأمطار والأضرار التي صاحبتها خلال السنوات الثلاث الماضية، «أمطار الخير تغمر الإمارات وتعليق دوام المدارس والجامعات في أبوظبي»، كذلك «الأمطار المتواصلة ترفع منسوب المياه في السدود عدة أمتار»، وعنوان اخر «جهود مكثفة لمعالجة تجمعات المياه»، وجاء في فحواها جميعاً ما سببته الأمطار من جريان للأودية أو تجمعات للمياه أو الأضرار التي سببتها، وفي إبريل 2019 أعلن المركز الوطني للأرصاد خلال الخبر الذي نشرته الصحف عن التالي: «أن العام الجاري سجل أعلى كميات أمطار شهدتها الدولة على الإطلاق، حيث بلغت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 247.4 ملم».
تلك المؤشرات العملية التي رصدتها الصحف عبر السنوات الماضية وفصلت في الأضرار التي أصابت مناطق متفرقة من الدولة خلال تلك السنوات المتلاحقة، تكفي للاستعداد المبكر والعملي، خصوصاً مع العلم بمخططات الدولة لزيادة مخزونها المائي.
هنا لابد من التذكير بتصريح سابق للوزير في ديسمبر 2017 تحت عنوان «الحلول الجذرية لمشاكل تجمع مياه الأمطار أولوية خلال الفترة المقبلة»، وجاء فيه «أولوية عمل وزارة تطوير البنية التحتية خلال المرحلة المقبلة تتمثل في إيجاد الحلول الناجحة لأسباب تجمع مياه الأمطار، من خلال توسعة مجاري الأودية والقنوات المائية وغيرها من الحلول ضمن مشاريع الوزارة لتكون بذلك أكثر فاعلية وقدرة على استيعاب أكبر قدر من مياه الأمطار التي تسقط بغزارة وخلال فترة زمنية قصيرة».
لا نقول إلا اللهم اجعلها سقيا خير وبركه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"