الطوابع البريدية

04:17 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

الطوابع البريدية ليست مجرد ملصقات صغيرة توضع على مغلفات الرسائل، أو هي عائد مادي للجهة المصدرة لها، بل هي تاريخ وفن وابتكار، وتدل على ذائقة هذا البلد أو ذاك، مدى رقيّه وطبيعته وطبيعة شعبه، فنونه وبيئته، شخصياته المهمة ومناسباته، تراثه وتاريخه، والكثير الكثير، لذا يحرص الكثير من البشر على اقتنائها والاهتمام بها بشكل كبير وبطرق متعددة.
وفي الإمارات، الكثير من هواة جمع الطوابع، منهم من فاز بجوائز مرموقة ومتقدمة في مختلف دول العالم ومعارضها ومسابقاتها، بما يملكونه من مجموعات مميزة ومختلفة في حقول أو حقب زمنية محددة للدو.
هذا ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع؛ فالطابع البريدي تحول إلى قيمة وفن وتاريخ ومناسبة، وله سوق رائجة ويدل على مدى تطور الدول واحتفائها برموزها، ولو عدنا لطوابع دولة الإمارات فالملاحظات كثيرة ومتعددة، إذ إن الطوابع التي تصدرها مجموعة بريد الإمارات تفتقر إلى الكثير من التخطيط والانضباط والاحتفاء بالمناسبات أو الشخصيات الاعتبارية، وكنت قد كتبت مسبقاً حول الاحتفاء بالشخصيات الإماراتية التي حققت إنجازات للدولة وتلقيت اتصالاً من أحد المسؤولين يثني على الفكرة وأنها ستتحقق قريباً كما كان يحدث مسبقاً، إذ تم إصدار مجموعات مختلفة من الطوابع لشخصيات إماراتية، لها عطاؤها المعروف، لكن مرت السنوات من دون حس أو خبر.
ولكي أكون أكثر وضوحاً؛ هناك مناسبات مرت خلال هذا العام بالتحديد ولم تجد لها صدى لدى مجموعة بريد الإمارات وكأنها غائبة عن الأحداث أو كأن هذه المناسبات ليست ذات قيمة أو معنى.
احتفلت الدولة قبل مدة وجيزة بمرور 50 عاماً على إنشاء وبث تلفزيون دبي، ثم الاحتفال بمرور 10 سنوات على افتتاح وعمل مترو دبي، وقريباً جداً ستحتفل بمرور 10 سنوات على تشييد برج خليفة أعلى برج في العالم، وغيرها من الأحداث والمناسبات التي تمر مرور الكرام دون تفاعل من المجموعة، وكأنها تنتظر الجهات المسؤولة عن تلك المشاريع لتخاطبها فتحمّلها تكلفة إصدار تلك الطوابع، هذا من جهة، أمّا من الجهة الأخرى فهناك شخصيات ذات عطاء ثري في خدمة الوطن وفي مختلف الحقول أو فازت بجوائز عالمية، وسأضرب أمثلة للتذكير فقط لعل وعسى يحدث الله أمراً، رحل الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وحمودة بن علي والأخوان تريم وعبدالله عمران تريم، الشاعر محمد بن حاضر وتبعته الشاعرة فتاة العرب عوشة بنت خليفة السويدي ومن ثم الشاعر حبيب الصايغ يرحمهم الله دون أي التفاتة من البريد لمثل هذه الشخصيات وعطائها الكبير.
هناك شخصيات بذلت وما زالت مستمرة في عطائها، فمثلاً الشاعرة ميسون صقر القاسمي فازت بجائزة كفافيس العالمية للشعر ومر الحدث بلا ردة فعل مناسبة له، بالإضافة إلى شخصيات ذات عطاء ثري ومستمر لخدمة هذا الوطن وكمثال فقط، أحمد خليفة السويدي، ومحمد المر وعبدالغفار حسين وغيرهم كثر ممن لا يزال عطاؤهم وخدمتهم للوطن وأبنائه مستمراً ويستحقون التقدير بلا شك.
الطوابع ليست مجرد ملصقات؛ بل هي تاريخ يدل على مدى تطور هذا البلد أو ذاك ويدل على قِيمِه ومناسباته الكبيرة، وعلى مدى تقديره واحتفائه بعطاء رموزه وأبنائه، فهل تحقق مجموعة بريد الإمارات ذلك؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"