المولد «الوطني» الإماراتي

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الله محمد السبب

(5 أكتوبر/ تشرين الأول): يوم لا ينسى في تاريخ البشرية التربوية التعليمية، حيث «يوم المعلم العالمي» منذ انطلاقته الأولى عام 1994 وحتى العام الحالي وإلى أن يشاء الله تعالى، تقديراً لمكانة المعلم ودوره البارز والأساسي والسامي في ولادة وتأهيل كوادر بشرية متعلمة وعاملة على نهضة الأوطان جيلاً بعد جيل.. وها هو التاريخ نفسه في العام الجاري 2019 لن يُمحى من ذاكرة دولة الإمارات التي شهدت ولادة كوادر بشرية وطنية مثقفة من رجال ونساء عبر أجيال وأجيال منذ ما قبل الاتحاد وحتى عصرنا الحاضر، إذ شهد هذا التاريخ الحديث الولادة إعلان نتائج انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورته الرابعة 2019، باختيار 20 عضواً مُتعلماً مثقفاً واعياً مُنتخَباً من الشعب الإماراتي (13 رجلاً و7 سيدات)، وانتظاراً لتعيين أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات العشرين عضواً المتممين (7 رجال و13 سيدة)، عملاً بالقرار رقم (1) لسنة 2019 الصادر في شهر يونيو عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
وينص البند الرابع من القرار السامي على: (تفوز بالمقاعد المحددة للمرأة النساء الحاصلات على أعلى الأصوات من بين كافة المرشحات، إلا إذا أسفرت نتائج الانتخابات عن فوز السيدات - مباشرة - بالمقاعد المحددة للمرأة).. ليدخل القرار حيز التنفيذ بالتزامن مع الفصل التشريعي المقبل للمجلس، وليبدأ العضو البرلماني مهام عمله في المجلس انطلاقاً من المادة (73) من دستور دولة الإمارات، الفصل الرابع المجلس الوطني الاتحادي، الفرع الأول «أحكام عامة»، التي تنص على: (قبل أن يباشر عضو المجلس الوطني الاتحادي أعماله في المجلس ولجانه يؤدي أمام المجلس في جلسة علنية اليمين التالية: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للإمارات العربية المتحدة وأن أحترم دستور الاتحاد وقوانينه، وأن أؤدي أعمالي في المجلس ولجانه بأمانة وصدق»).. مع التأكيد على أن المادة (77) من الدستور تنص على: (عضو المجلس الوطني الاتحادي ينوب عن شعب الاتحاد جميعه، وليس فقط عن الإمارة التي يُمثلها داخل المجلس).
إذن، هكذا اتضحت نصف الرؤية البرلمانية بانتخاب 20 عضواً تمثيلاً لشعب الاتحاد، وهكذا كانت الفترة الممتدة منذ منتصف شهر أغسطس وحتى قُبيل شهر أكتوبر أشبه ما تكون بجلسة عصف ذهني شعبي نتج عنها عدد مهول من برامج انتخابية آهلة بكثير من الرؤى والمقترحات التطويرية للحياة المجتمعية الإماراتية العامة، الأمر الذي يتطلب طرح سؤال محوري على أعضاء الهيئة الانتخابية المترشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي 2019 ممن لم يحالفهم حظ الفوز بأي من مقاعد المجلس: هل ستواصلون مع أنفسكم القيام برحلات عصف ذهني لجلب المزيد من الأفكار التطويرية للمجتمع الشعبي الإماراتي والدفع بها إلى المجلس الوطني أو إلى الجهات الحكومية ذات الصلة، أم سيتم الاكتفاء بما تقدم من أفكار والانزواء بعيداً عن هموم الوطن والمواطن؟!


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"