بطولة النشر العالمي

04:18 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الله محمد السبب

(23 إبريل/‏ نيسان): منذ انطلاقته التاريخية في عام 1995؛ بإقراره من قِبَلِ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) وحتى هذا العام، والعالم يحتفي بالكتاب وبحقوق المؤلف، وما يترتب على ذلك الحدث من أحداث مصاحبة له، ومن واجبات تقع على أطراف عدة شريكة فيه، من قريب أو بعيد..
في مناسبة عالمية عالية القيمة كهذه، نستحضر في أذهاننا معاً تلك الحوارية الدائرة بين فريقين: أحدهما يناصر الكتاب الورقي، وآخر ينحاز إلى الكتاب الإلكتروني.. وما يترتب على تلك الحوارات والسجالات من أدلة وبراهين من الجانبين؛ لتبيان سبب انحيازه إلى النوع الذي يعتقده، ويعتقد أحقيته في المثول بين يدي القارئ، مهما كان عمره وجنسه وجنسيته وثقافته وثقته بالكتاب بوصفه وعاء معرفة، يجب أن ينهل منه بما يعينه على نوائب الدهر وجهل الناس غير المؤمنين بأهمية الثقافة والعلوم والمعارف.
(23 إبريل/‏ نيسان: 1995 - 2020)، ربع قرن من إقرار هذه الاحتفالية السنوية السارية المفعول والأثر في المشهد الثقافي الدولي، بما يُصاحبها من اختيار مدينة ما من مدن العالم عاصمة عالمية للكتاب.. منذ عام 2001 ابتداءً ب«مدريد» إسبانيا، مروراً ب«إسكندرية» مصر «2002، وانتهاء ب«شارقة» الإمارات 2019.. التي استحقت ذلك الاختيار الذي صاحب أهله؛ بما للشارقة من بصمات وصولات وجولات في ميدان الثقافة والثقة بالنفس والنفائس الإماراتية؛ بفضل الرعاية الكريمة والإرشادات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
(23 إبريل/‏ نيسان): تاريخ انحاز هذا عام 2020 إلى «الكتاب الإلكتروني»؛ بسبب هبوط ضيف الغفلة «الكوروني»، الذي بسط أجنحته وأذرعه على نواحي الحياة في دول العالم دون هوادة، ودون اكتراث بالأعمار والأجناس والجنسيات والحالات الصحية للبشر.. الأمر الذي أنعش النشاط الإلكتروني على نطاق واسع من المجالات، على رأسها «الكتاب الإلكتروني» الذي أصبح أنيس الجالسين في البيوت، من المثقفين ومن قُرّاء الصحف والمجلات في مختلف المجالات.. وهنا، في مناسبة إلكترونية كهذه، وفي ظل الظروف الكورونية هذه، نتوجه إلى المؤسسات الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة، المعنية بالنشر والإصدارات من الكتب على اختلاف تصنيفاتها وأجناسها، وإلى دور النشر الإماراتية الأهلية، بضرورة دعم المؤلف الإماراتي، والكتاب المحلي، بتبني المشاريع الإبداعية الأدبية والبحثية التاريخية والتراثية، وما إلى ذلك من أجناس إبداعية ومعارف وعلوم، من خلال إصدار كتب إلكترونية محمية بضوابط إلكترونية لصالح جهة النشر، ومعنية بحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين.. فكُلفة الكتاب الإلكتروني لا تساوي شيئاً بكُلفة الكتاب الورقي.. كُلفة مادية كانت، أم كُلفة توزيع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"