عبدالله محمد السبب
(تحدي القراءة العربي: 50 مليون كتاب في كل عام).. هكذا مبادرة مكرسة لرد الاعتبار إلى اللغة العربية عبر فعل القراءة كممارسة رياضية فكرية تنمي العقل، وتعيد العلاقة العتيقة بين الإنسان ككائن مُعَمِّرٍ للحياة الدنيا، والكتاب كوسيلة تنموية للفكر الإنساني.. هكذا مبادرة إماراتية ثقافية ابتكارية بامتياز، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» في عام الابتكار الإماراتي 2015، لتكون الاستباقات الفكرية بين جموع طلاب الوطن العربي عبر أربع دورات متتاليات في أعوام الإمارات: الدورة الأولى في عام القراءة 2016، الدورة الثانية في عام الخير 2017، الدورة الثالثة في عام زايد 2018، ثم الدورة الرابعة في عام التسامح الحالي 2019، حيث أسدل الستار عليها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، برعاية وحضور صاحب السمو نائب رئيس الدولة مُتَوِّجاً المتسابقين في مختلف الفئات ممن آلت مشاركاتهم إلى تحقيق النتائج الإيجابية، وفق المعايير الموضوعة للتنافس الفكري النزيه، ليكون الحصاد من جنس العمل، وليكون كل من التحق بركب المسابقة فائزاً وسائراً نحو المستقبل بأدوات العلم والمعرفة. يقول سموه: (أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم).. ويقول: (13,5 مليون طالب وطالبة يزرعون الأمل لغد مشرق).. فيما يقول الفائزون: (تحدي القراءة انتصار متجدد للغة «الضاد»)..
هكذا أُسدل الستار على دورة «التسامح الإماراتي» الرابعة بحضور 3 آلاف شخص في الحفل الذي احتضنته «أوبرا دبي»، والذي أُعلن فيه تتويج الطالبة «هديل أنور» من جمهورية السودان بطلة لتحدي القراءة العربي، ومن بين 67 ألف مدرسة فازت بالمركز الأول «مدرسة الإمام النووي» من الشقيقة المملكة العربية السعودية، لتأتي «مدرسة الرمس للتعليم الأساسي» وصيفة لها بجدارة واستحقاق، لتكون أول مدرسة إماراتية تحقق هذا الإنجاز، ارتكازاً على العديد من الإنجازات الباهرة والنجاحات النوعية على المستويين التعليمي والمجتمعي، واستناداً إلى خطة عمل تم الإعداد لها منذ عام، مما جعلها تبلغ القائمة النهائية لأفضل ثلاث مدارس متميزة عربياً، الأمر الذي جعلها تحقق إنجازاً غير مسبوق على مستوى الدولة، تَمَثَّلَ في مشاركة طلابها بنسبة 100% في التحدي، مع وصول عدد الطلاب الذين أنهوا قراءة 50 كتاباً إلى 85 طالباً، وترشح طالبة من المدرسة على مستوى منطقة رأس الخيمة التعليمية.. وخلال استعدادها لتحدي القراءة العربي نظمت المدرسة عدداً من الأنشطة القرائية، من بينها أربع مبادرات متميزة لدعم مشروع التحدي: («يداً بيد نرتقي»، «جميعنا نقرأ»، «بحروفي أبدع كلماتي»، «نقرأ لنحيا»).. كما أشركت المدرسة أولياء الأمور في فعالياتها وأنشطتها، مع إشراك أكثر من 20 مؤسسة مجتمعية في دعم مبادراتها لدعم تحدي القراءة العربي.. وفي ذلك تعزو منال محمد بن ناصر الطنيجي، مديرة المدرسة، نجاح المدرسة ووصولها إلى التصفيات النهائية، إلى العمل التشاركي بين جميع الفئات المستهدفة.. من طالب، ومعلم، وولي أمر، ومجتمع خارجي.
