خارطة طريق الجولان ــ الرمس

04:47 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الله محمد السبب

منذ زمن بين البينين، ليس بالقصير ولا بالطويل، بدأت المهام على قدمٍ وساقٍ في إمارة رأس الخيمة، حيث ترقية شارع المعيريض وصولاً إلى «دوّار الهدف» امتداداً إلى شارع النخيل الرمس، والتقاءً بشارع المنتصر المنبثق من منطقة النخيل وامتداداً مع شارع الجولان الرمس الذي هو مربط فرس الكلام الذي نحن بصدد تداوله وفق ما التصق بهذا الشارع الحيوي من أحداث وحكايات وتطورات وما ترتب على ذلك من نتائج مقبولة في جانب منها ومرفوضة في جانب آخر منها، وفق أزمنتها وأمكنتها.
في نظرة سريعة وخاطفة إلى خارطة الطريق تلك المشتملة على مناطق المعيريض والنخيل والجولان والرمس، وما نجم عن العمل فيها من وقت طويل نسبياً أدّى إلى تعطل الحياة المرورية في تلك الشوارع المعنية بالأمر أو بُطء حركة المرور والسير فيها، نجد تحول مسارات السيارات ذهاباً وإياباً إلى شارع شمل الرمس بما أدى إلى الازدحام الخانق، لا سيما وقت الذروة الصباحية ووقت الظهيرة حين الذهاب والإياب من وإلى المدارس والوجهات الوظيفية المختلفة، وذلك عند إشارة النخيل التي هي ملتقى شارع عُمان بشارع النخيل شمل من ناحية وشارع الحديبة الذي يقع عليه مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله، مستشفى النخيل سابقاً.
على ضوء ذلك، فإن بصيصاً من الأمل راود مرتادي شارع الجولان الرمس الذي يتم العمل على ترقيته بعد مناشدات تاريخية طويلة منذ تشييده لأول مرة في حقبة زمنية بعيدة بصورة غير مستساغة وغير مجدية وفق ما نجم عن ذلك من مساحات ضائعة وغير مفهومة البتة.
نقول إن بصيصاً من الأمل قد راود مرتادي الشارع حين تم تدعيمه بعدة «دواوير» تصل الشارع الرئيسي بالشوارع الفرعية المتداخلة معه، وحين تم إتاحة الحركة الجزئية فيه تسهيلاً لحركة الحافلات المدرسية والسيارات الخاصة القادمة والعائدة من وإلى المدارس والأماكن الوظيفية المختلفة، لكن «بصيص الأمل» ذاك تحوّل إلى «شبح مخيف» نتيجة حوادث السير المروّعة.. لا بسبب التهور في قيادات السيارات والدراجات النارية من قِبل البعض، أو من خلال جهل عبور المشاة الذين يرمون بأرواحهم إلى التهلكة من جرّاء مغامراتهم غير المسؤولة في قطع الطريق فحسب.. بل أيضاً بسبب عدم وجود تيار كهربائي يُغذي معظم أعمدة الإنارة التي هي العمود الفقري للشوارع وبوصلة الحياة المرورية فيها، وكذلك بسبب عدم وجود لوحات إرشادية تُنْبئُ بوجود تحويلات و«دواوير»، بخاصة اللوحات الضوئية أو الفسفورية التي من الضروري وجودها ليلاً تجنباً لأي حادث محتمل الوقوع، وأيضاً بسبب طمس ملامح المطبات القديمة وانطفاء معالمها التي تدل على وجودها، بما قد يتسبب بما لا تُحمد عُقباه.
إذن، لابد من اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة التي من شأنها إشاعة الأمن والسلامة في كافة الطرق الخاضعة للإصلاحات، ولا بد من عدم فتح الشوارع وإتاحتها للاستخدام إلا بعد إنجازها نهائياً.. أولاً لسلامة مرتاديها من سائقين ومشاة، وثانياً حتى تسلم الشوارع نفسها من التلف المبكر من جرّاء استخدامها قبل أوان افتتاحها الرسمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"