نوبل الإمارات

04:47 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

هكذا، في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام تُسلّم جائزة نوبل بكافة فئاتها الست من قِبل المؤسسات السويدية والنرويجية تقديراً للأكاديميين والمثقفين أو للتقدم العلمي اعتباراً من العام الأول للجائزة 1901. واليوم العاشر هذا من شهر ديسمبر سنة 1896 هو يوم وفاة الأب الروحي للجائزة الصناعي السويدي ومخترع الديناميت ألفريد نوبل، حيث قام نوبل بالمصادقة على الجائزة في وصيته التي وثّقها في النادي السويدي - النرويجي في 27 نوفمبر 1895 إثر موت شقيقه عام 1888 أثناء زيارته مدينة كان الفرنسية، فظن الرأي العام أن ألفريد هو من مات، فقامت الصحف المحلية والعالمية بمهاجمته واصفة إياه بتاجر الموت، وأنه جمع ثروته من دماء ورفات الأبرياء، مستنكرة بشدة اختراعه الديناميت.. ما أحزن نوبل كثيراً وأحاطه بقلق شديد على سيرته وذكراه التي سيتركها للعالم بعد موته.. لذلك، نصت وصيته الأخيرة على تخصيص الجزء الأكبر من رأسمال شركته بعد سداد الضرائب والهبات لتكوين جائزة نوبل لمنحها لأي شخص يقوم بأي عمل يخدم البشرية دون تمييز على أساس عرقي أو ديني، حيث تمنح الجائزة للاكتشافات والاختراعات غير المسبوقة، وكذلك تمنح لمن ساهم في إرساء قواعد السلام وإنهاء الحروب بمسمى جائزة نوبل للسلام، كما تمنح للأدباء ذوي الاتجاه المثالي في الكتابة تحت مسمى جائزة نوبل للآداب.. هذه الجائزة الأدبية التي أثارت الكثير من الالتباس لسنوات عدة، حيث فسّرت الأكاديمية السويدية كلمة (idealistisk) بمعنى «مثالية» ما تسبب في عدم منح الجائزة لكُتّاب مُهمّين لكنهم أقل رومانسية.. ومنذ ذلك الحين تم تنقيح ذلك التفسير ومنحت الجائزة لكُتّاب لا ينتمون إلى فئة «المثالية الأدبية».
هكذا انطلقت جائزة نوبل بفئاتها الست، وهكذا، بعد مائة عام من موت شقيق ألفريد نوبل، حصل الأديب العربي المصري نجيب محفوظ، رحمه الله على جائزة نوبل للآداب في العام 1988، ليكون الأديب العربي الوحيد الذي يُمنح الجائزة من خلال أعماله الروائية الغنية بالواقعية الرمزية.. ومنذ ذلك التاريخ الذهبي العربي، وحتى يومنا الحاضر.. ثلاثة عقود مرّت دون أن ينال أي من مُبدعي وأدباء الوطن العربي هذه الجائزة العالمية الأولى بامتياز.. حيث من شروط منح الجائزة أن يكون الشخص المُرشح على قيد الحياة، ويتم تلقي الترشيحات من قبل أساتذة الآداب والبحث اللغوي ممن لهم باع طويل في المجال نفسه، ومن قِبل أعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات المشابهة ورؤساء روابط الكُتّاب المماثلة.. وهكذا يطرح السؤال نفسه:
هل ثمة من أدباء ومبدعي الإمارات الأحياء من بإمكانه الحصول على جائزة نوبل للآداب وفق ما تقدم من شروط؟ وهل بإمكان أساتذة الآداب في مختلف الجامعات الإماراتية ترشيح أي من الشخصيات الأدبية لنيل الجائزة؟ وهل لمختلف الجهات والقطاعات الثقافية في الدولة المساهمة الفاعلة في الترشيح؟ وهل يُمكن الإجماع في كل عام على ترشيح ودعم شخصية إبداعية أدبية إماراتية لنيل الجائزة وفق معايير تتوافق وشروطها، تماماً كالمناسبة التقديرية الإماراتية السنوية «أوائل الإمارات»؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"