مصطفى الفقي

من يتأمل أوضاع مصر قبل ثورة يناير 2011 وبعدها سوف يكتشف أننا ما زلنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها عند مواجهتنا للمشكلات المزمنة في حياتنا بدءًا من قضايا “التعليم” و”الصحة” مسائل “الإسكان” و”المرور” وما يتصل بها من تراجع للخدمات وضعف في الإنتاجية .

بعد أن هدأت نسبياً الأحداث الساخنة التي صاحبت زلزال 25 يناير ،2011 بدأ المصريون في تأمل المشهد السياسي وتفاصيله المختلفة، ووقف الجميع أمام قوة سياسية جديدة تحت اسم “السلفيين”، وتساءل الناس: من هم؟ وأين كانوا؟ ولماذا لم يكن لهم دور في الماضي؟ وواقع الأمر أن “السلفيين” موجودون منذ عهد بعيد .

ارتبطت في مطلع حياتي الأكاديمية بالتفسير “الماركسي” للتاريخ، وآمنت وقتها بأن حركة التطور مرتبطة بصراع الطبقات، ثم طويت تلك الصفحة بعد سنوات نتيجة إخفاق المشروع الناصري في ظل التغيرات الضخمة التي جرت دولياً وإقليمياً .

تجاوز حجم الفرد حدوده وطغى على المؤسسة التي يقودها أو يديرها أو يمثلها، وأصبحنا أمام ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل، لأن جزءاً كبيراً من مشكلاتنا المعاصرة ارتبط بهذه القضية وهي قضية العلاقة بين الفرد والمؤسسة في “مصر” .

يفزعني مثل غيري تلك الروح الانتقامية الوافدة على الشعب المصري في الفترة الأخيرة، ولست أشك في أنها رد فعلٍ متوقع للشحن الطويل من القهر السياسي والفساد الاقتصادي والتراجع الثقافي في العقود الأخيرة .