عادي

احتجاجات بنجلاديش تحدٍّ كبير لنظام الشيخة حسينة

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

دكا - أ ف ب

أدت التظاهرات الطلابية في بنجلاديش إلى أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد، وطرحت تحدياً كبيراً أمام حكم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وفق ما يقول خبراء.

وفي البداية، كان المطلب الوحيد للتظاهرات التي تنظّم بصورة شبه يومية منذ مطلع الشهر، إنهاء نظام الحصص في التوظيف في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة. لكن الصرامة التي تبديها الشرطة تجاه المتظاهرين، خاصة مع إطلاق الذخيرة الحية، السبت، عليهم في العاصمة دكا، دفعت بآلاف إلى المطالبة برحيل الشيخة حسينة.

وتمسك الشيخة حسينة بزمام السلطة منذ 20 عاماً، بينها 15 عاماً على التوالي. وهتف المتظاهرون للمطالبة بتنحيها هذا الأسبوع خلال مسيرات عدة في دكا، حيث أشعلت حشود غاضبة النار في مبانٍ حكومية عدة الخميس.

وأسفرت التظاهرات عن مقتل 115 شخصاً على الأقل هذا الأسبوع، وفقاً لحصيلة أعلنتها السبت مصادر شرطية وطبية.

وقال بيار براكاش، مدير مكتب آسيا في مجموعة الأزمات الدولية: «التظاهرات مهمة جداً، وقد تكون التحدي الأكبر لنظام رابطة عوامي (حزب الشيخة حسينة) منذ وصوله إلى السلطة. الوضع خطر» في البلاد. لكن الخبير اعتبر أن الحكومة هي التي تسببت في الأزمة. وأوضح: «بدلاً من محاولة الاستجابة لمطالب المتظاهرين، أدت تصرفات الحكومة إلى تفاقم الوضع».

وكان إطلاق النار من الشرطة وراء أكثر من نصف عدد الوفيات، وفق مصادر طبية.

- «إهانة لكرامتهم»

وبدأ الطلاب يطالبون بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف القطاع العام لمجموعات مقربة من السلطات.

وقلص هذا النظام المطبّق منذ العام 1992، بعد الاحتجاجات الطلابية في 2018. لكن المحكمة العليا ألغت قرار تقليصه في يونيو/ حزيران الماضي، وأمرت بإعادة تخصيص 30 % من الوظائف العامة، لأبناء المحاربين القدامي.

ويندد المتظاهرون باستخدام هذه الحصص كوسيلة لمكافأة الموالين ل «رابطة عوامي».

ومع عجز بنجلاديش عن توفير العمل لسكانها البالغ عددهم 170 مليون نسمة، صار هذا البرنامج مصدر استياء بين الخريجين الشباب الذين يواجهون أزمة توظيف.. والأسبوع الماضي، أثارت الشيخة حسينة، الغضب عندما شبهت المتظاهرين بالبنغلادشيين الذين تعاونوا مع باكستان خلال فترة الحرب.

وأكّد علي رياض، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إلينوي الأمريكية: «الاستهزاء بهم كان إهانة لكرامتهم».

- «التعبير عن الاستياء» - ومنذ بداية ولايتها الثانية في العام 2009، اتهمت جماعات حقوقية حكومة الشيخة حسينة بمحاولة تقييد الديمقراطية.

ونجت الشيخة حسينة من أزمات عدة، بما فيها تمرد للجيش، وتدفق أكثر من 700 ألف لاجئ من الروهينغا من ميانمار المجاورة. لكن هذه التظاهرات بحسب خبراء «غير مسبوقة» في تاريخ البلاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37u32h65

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"