أب

كلمات
06:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

أجلست ابنتي التي أصبحت أماً أمام التلفاز كي تسمع وتعي الدرس الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للآباء والأمهات، ولتستوعب خطابه الموجه إليها ولأمثالها من الأمهات الشابات والآباء ولغته الدافئة بقلب الأب الخائف على أولاده وأحفاده من تركهم فريسة كراهية نستوردها طواعية عبر عمالة لا معرفة لنا بتاريخ أمراضها النفسية ولا إجرامها .

واستأذنت موظفة لمغادرة العمل فجأة والذهاب إلى بيتها القريب لظرف خاص وعندما عادت كانت طفلتها التي لم تتجاوز السنتين معها، قالت: تذكرت كلمة الشيخ سلطان فلم أستطع أن أغيب عنها أكثر من ذلك . . وقررت أنا وزوجي أن ندخلها من الغد في حضانة موثوق بها بدلاً من إبقائها قي يد الخادمة . فتاة حبلى قالت: سأتدبر نفسي من الآن، سأخطط ألا أضع طفلي بين يدي خادمة .

هكذا شعرت الأمهات وشعر الآباء بأن كلمة صاحب السمو الأب موجهة لكل منهم شخصياً، محذراً إياهم بحنان ولطف من ترك أطفالهم بين أيدي الغرباء الذين دخلوا بيوتنا باختيارنا وأموالنا غير آبهين بارتفاع الأسعار غير المعقولة لإنهاء إجراءات قدومهم كي يسيء كثير منهم إلى أبريائنا الصغار الذين يفترض ألا يمسهم سوانا ولا يعتني بهم سوانا ولا يربيهم سوانا، لكن #187;سوانا#171; أصبحوا الأم والأب والأهل والأسرة النووية والممتدة أيضاً خوفاً من شلل قد يصيب يومياتنا إن استغنينا عن قيامهم #187;بتدمير#171; لا تربية الصغار . . ولا ندري مدى صحة الأقوال التي تشير إلى أن بعض الدول تصدر مواطنيها الذين أجرموا في حق مجتمعهم كعمالة عندنا للتخلص منهم! وإلا كيف تكون عاملة في البيت تحمل عنفاً وقسوة لا مثيل لها تمارسها على جسد طفل صغير تعذيباً واعتداء مع الإصرار ومن دون تردد كتلك المشاهد غير المحتملة التي بثت مؤخراً؟

إن رسالة سموه كانت من التأثير بحيث أدخلت حيز التنفيذ مباشرة لدى الكثيرات من الموظفات اللواتي استدعاهن الأمر للبحث عن بدائل ولو مؤقتة تحقق الظل الآمن بتأييد من الآباء الذين لم يكن تأثرهم أقل من الأمهات حتى ينتهي مشروع صاحب السمو الأب الحاكم الذي لم يتوان عن أن يضرب من أسرته الكريمة مثلا في الحفاظ على كيان الطفل منذ نعومة أظفاره وصولا إلى مراحل الطفولة اللاحقة في لغة تدهشنا بشفافيتها وعمقها ودفئها، ليعلن بعد ذلك عن إقامة 66 حضانة تطمئن الأم الموظفة على فلذة كبدها وتحميه من عبث الشغالات اللواتي اعتادت عليهن الكثيرات في التربية والرعاية مما يجعلهن أمهات بديلات، ولعل ما يذكر هنا مطالب بعض المناسبات الاجتماعية التي تقف هي الأخرى ضد الطفل كالكتابة في أسفل بطاقات دعوات الفرح: #187;جنة الأطفال بيوتهم#171; . . إشارة إلى الاعتذار عن استقبال الأطفال بصحبة أمهاتهم في الحفلات، تخيل البيت الذي لا توجد فيه الأم ينظر إليه على أنه #187;جنة#171;، وقد يكون من حق أصحاب الدعوات أن يحافظوا على أقصى درجات الهدوء في مناسبتهم ولكن تشبيه البيت بالجنة من دون الأم من أجل تحقيقهم الهدوء يجانبه الصواب ويعزز عادة التخلي عن الطفل لساعات من أجل تليبة الدعوة خاصة إذا كانت #187;دعوات#171; متكررة وتلبى جميعها، إلا أن هذه الجنة ممكن أن تحقق لو وضع الطفل بين يدي أحد من الأهل الموثوق بهم . . وهنا نفتقد دور تلك الأسرة العربية الرائعة التي تسمى في عصرنا #187;الأسرة الممتدة#171;، والشكر قليل في حق صاحب السمو الحاكم بأبوته الدافئة وفكره المشغول بالكبير والصغير منا والذي لا ينتظر الشكر إلا الفعل اللازم والتطبيق الدقيق لرسائله مما يزيد من أماننا في أسرنا ومجتمعنا، وأخيراً استودعوا الله تعالى يومياً أطفالكم قبل الخروج من بيوتكم فسبحانه لا تضيع ودائعه .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"