الإمارات واحة خير مستدام

02:44 صباحا
قراءة 3 دقائق
لم تهتم دولة الإمارات بتسجيل أعمالها الخيرية في سجلات عالمية كبقية الدول، ولم تتنافس على نشر مبادراتها الخيرية في الإعلام العالمي، بل اكتفت بتقديم يد العون للمحتاجين والفقراء حول العالم، أخذاً بقول الله تعالى: «إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ». وبعد عولمة الإعلام وتواجد ممثلي الإعلام في الدول المنكوبة والفقيرة ها هم يرصدون الأعمال الخيرية المستمرة لدولة الإمارات في بقاع الأرض.
بدأ العمل الخيري في دولة الإمارات منذ عقود، ورفع راية هذا العمل الخيري القائد الملهم، وفارس الإنسانية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وطيب ثراه، الذي كان بحراً من الكرم والعطاء، ورمزاً للعمل الإنساني. انتشر خيره في كل بقاع الأرض، من بناء المدن السكنية، والمستشفيات، والسدود، والمساجد، وإنشاء الأوقاف الخيرية المستدامة حول العالم، ما عزز دور دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل الخيري المستدام. ويكمل مشواره الخيري صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله، حيث يبرز عملهم الخيري في شتى المجالات الخيرية الإنسانية.
سجل زايد الخير، رحمه الله، في العمل الخيري المستدام سجل خالد، تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، فمن سد مأرب في اليمن الذي يتسع ل400 مليون متر مكعب من المياه، ويسقي نحو 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية اليمنية، والذي أصدر الشيخ زايد، رحمه الله، توجيهاته بإعادة بنائه، وتوسيعه، وتأهيله، على نفقته، إلى مدن زايد الخير التي يعيش فيها اليوم الآلاف في دولة فلسطين في قطاع غزة، وجمهورية مصر العربية في محافظة الجيزة، إلى المستشفيات والمعاهد في اليمن ولبنان والمغرب، ودول إسلامية مثل باكستان، وأفغانستان، وبنجلاديش، وأقاليم إسلامية في الهند، إلى مشاريع ضخمة مستدامة تعيل البشرية في كل مكان، وتحافظ على استمرارية حياة الناس بكرامة، وسعادة، إلى أعمال أخرى لزايد الخير لا نستطيع سردها في مقال واحد.
وأكمل مسيرة العطاء والخير المستدام أصحاب السمو حكام الإمارات، من مبادرات خيرية مستدامة، إلى أخرى جعلت من دولة الإمارات منارة في العمل الخيري العالمي، ومن أيدي زايد الخير، رحمه الله، إلى أيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الذي جعل من دولة الإمارات جسراً إغاثياً وتنموياً مستداماً إلى بقاع الأرض، تسير قوافل الخير إلى الدول المنكوبة والفقيرة من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، المؤسسة الخيرية التي خلدت بصمة الخير والعطاء في مختلف أرجاء المعمورة، وبرز منها رجال ضحوا بحياتهم لتوصيل المساعدات الإنسانية للبشرية.
فالمؤسسة تمد يد العون للمحتاجين في أكثر من 87 دولة حول العالم، وتقدم المساعدات في حالات الطوارئ والإغاثة، وفي مجالات عدة، مثل الصحة، والتعليم، ودعم البنية التحتية، وبناء المدارس والمستشفيات، وتوفير المياه والاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية، إلى مشاريع ومبادرات بشكل يومي من شأنها توفير الحياة الكريمة للبشرية.

ومن أيادي خليفة الخير إلى أيادي خير محمد بن راشد آل مكتوم، ف»مبادرات محمد بن راشد العالمية» اليوم إحدى مؤسسات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي ينفق أكثر من 1.5 مليار درهم على مختلف المشاريع الخيرية المستدامة حول العالم، وفي حالات الإغاثة والطوارئ، ويستفيد من المؤسسة أكثر من 42 مليون شخص في 62 دولة حول العالم، من مشاريع إنسانية وإغاثية مستعجلة ومشاريع التعليم والمعرفة والصحة ومكافحة الأمراض، وأيضاً مبادرات ابتكار المستقبل، وغير ذلك من مشاريع خيرية مستدامة من شأنها إسعاد البشرية وتوفير العيش الكريم لها، وعلى خطى القيادة الرشيدة في الأعمال الخيرية تسير مؤسسات خيرية وجمعيات إنسانية ورجال أعمال وشركات خاصة، ومواطنو دولة الإمارات.
عطاء بلا حدود وأعمال خيرية مستدامة تنتفع منها البشرية منذ عقود، تأتي من دولة الإمارات واحة الخير المستدام التي احتلت المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية بمقياس دخلها القومي، وبلغ حجم المساعدات الإنمائية 4.89 مليار دولار، فبشائر الخير من دولة الإمارات جعلت شعوب العالم الفقيرة والمحتاجة في سعادة وحياة كريمة.


سلطان حميد الجسمي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"