كامالا هاريس

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

يُنتخب الرئيس ونائبه معاً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن يختار المرشح الرئاسي نائباً له. ومن الناحية البروتوكولية، فإن نائب الرئيس يشغل ثاني أعلى منصب، ويمكن له أن يصبح رئيساً بعد وفاة الرئيس أو عجزه أو استقالته أو إقالته، وهو، أيضاً، رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي، ويترأس الجلسات المشتركة للكونجرس بمجلسيه: الشيوخ والنواب.

خمسة عشر من نوّاب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة قدّر لهم أن يصبحوا رؤساء بعد انتهاء ولاية من كانوا نوّاباً لهم. ستة من هؤلاء وصلوا عن طريق الانتخاب، وثمانية تولوا الرئاسة بعد وفاة أسلافهم، وواحد فقط وصل إلى الرئاسة بعد استقالة رئيسه، هو جيرالد فورد الذي كان نائباً للرئيس نيكسون وأصبح رئيساً بعد استقالة الأخير على خلفية فضيحة «ووتر غيت».

يُعدّ ديك تشيني، نائب الرئيس جورج بوش الابن، من أهمّ نواب الرئيس في التاريخ الأمريكي، فقد مكنته مهاراته القيادية من أن يكون صاحب نفوذ فاق نفوذ رئيسه، ويظهر فيلم وثائقي عنه كيف أن جورج بوش الأب هو من حثّ تشيني على أن يصبح نائباً لابنه، معوّلاً على أنه سيغطي نقاط ضعف الابن التي يعرفها الأب جيداً، خاصة أن تشيني كان وزير الدفاع في ولاية الأب، وهو من أشرف على عملية «عاصفة الصحراء» عام 1991، ومن وراء الكواليس أدار الرد على هجمات 11 سبتمبر، ولاحقاً الحرب على العراق.

لم يتح لكامالا هاريس أن تلعب دوراً مشابهاً لدور تشيني، بعد أن اختارها جو بايدن نائبة له. حضور الرئيس كان طاغياً رغم تقدّم سنه وتعثر خطواته، ولكن ما إن زكاها بايدن مرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي بعد إعلانه الخروج من السباق حتى أخذت هاريس تفصح عن قدراتها الكامنة، وأصبحت محطّ الأنظار والأضواء، وبات ترشحها سبباً في تدفق التبرعات السخيّة لحملتها الانتخابية، وعادت الدماء تتدفق في شرايين الحزب الديمقراطي بعد التخثر الذي أصابها بسبب إصرار بايدن على الترشح لولاية ثانية.

مقابل الحماس الذي أشعلته هاريس في صفوف الديمقراطيين وقاعدتهم الانتخابية، بدأت في التكوّن حال من القلق في صفوف الجمهوريين، فرغم زعم ترامب بأن هزيمتها أسهل من هزيمة بايدن، نجحت هاريس في توظيف الحجة التي استخدمت بشأن بايدن، أي تقدّم عمره وضعف قدراته الذهنية، ضد ترامب الذي لا يصغره إلا بنحو ثلاثة أعوام. وبوسع هاريس أن توظف لصالحها نقاط قوّة لا يملكها ترامب: صغر سنها مقارنة بسنه، الخلطة الأفرو – آسيوية في تكوينها وخلفيتها القانونية في مواجهة خصم مثقل بالملاحقات القضائية، ومع ذلك فإنه يتعين انتظار نوفمبر القادم لنرى لمن ستميل الكفة. مبكر جداً الجزم بشيء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xbbsyrt

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"