تبديد السلام في الشرق الأوسط

04:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

للأسف، فإن منطقة الشرق الأوسط اليوم تمر بتحديات وتهديدات كثيرة، وتواجه العديد من الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها قوى الشر العالمية لتبديد السلام المنشود، واستخدمت هذه دولاً ومنظمات كسفيرة لها لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقتنا، ولعل أبرز هذه الدول اليوم هي إيران و«إسرائيل» وقطر والمنظمات الداعمة لها مثل تنظيم الإخوان المسلمين والحوثي وحزب الله والقاعدة وداعش والنصرة وغيرها من المنظمات التي تمولها وتدعمها قوى الشر العالمية.
قبل سنوات قليلة كانت قوى الشر تستخدم الجيوش والأسلحة لغزو الدول، مثل ما حدث في العراق، وبعدها رأت بأن القوة العسكرية لدخول الدول تكلفها الكثير من المال والعتاد والطاقة البشرية، ولذلك لجأت إلى وسائل جديدة أقل تكلفة وأكثر فتكا، و من هذه الوسائل إثارة الفوضى الخلاقة التي دخلت بعض دول الشرق الأوسط بإشعال ما سمي بالربيع العربي الذي أدى إلى تحول الكثير من الدول إلى ساحات للحروب أسفرت عن مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وعلى الرغم من الكارثة الإنسانية الكبرى التي خلفتها هذه الثورات والحروب إلا أن قوى الشر لم تتوقف، فاليوم تشن حربا جديدة وهي حرب الإعلام الرقمي أو الحروب الإعلامية التي تهدف الى تشويه صورة الدول والأفراد.
لا شك ومن دون مبالغة بأن الإعلام الرقمي يعتبر اليوم السلاح الفتاك لضرب مصالح الحكومات والأفراد، وللأسف فإنه خارج السيطرة والرقابة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي ك «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب» وغيرها، وتسعى من خلالها اليوم قوى الشر العالمية إلى زعزعة أمن الشعوب في الشرق الأوسط، لاستغلال ثرواتهم وتعزيز تواجدها في المنطقة باستخدام الإعلام الرقمي والحرب التي تشنها ضد الدول التي لم تستطع دخولها بقوة الجيش والسلاح.
اليوم تشن دولة قطر مع شركائها بدعم من قوى الشر العالمية ألعابا إعلامية قذرة بتمويلها للمرتزقة الذين يستخدمون الإعلام الرقمي لضرب وتشويه سمعة الدول المقاطعة لها باستغلال أحداث اليمن وغيرها من الأحداث وخلق شائعات وأكاذيب واتباع أساليب غير أخلاقية ودون مراعاة للأعراف الإعلامية وقوانين الصحافة والإعلام، محرضين المشاهد العربي على الدول المقاطعة لدولة قطر، ويحاولون استغلال البسطاء لخدمة أجنداتهم وأهدافهم في محاولة منهم للسيطرة على الدول العربية ونشر السموم فيها.
استخدمت إيران منظمات إرهابية لتبديد السلام في الشرق الأوسط، واستخدمت دولا لخدمة أجنداتها مثل دولة قطر التي تساند اليوم إيران والحوثي ضد اليمنيين بتزويد الحوثيين بالسلاح والمال والخدمات الاستخباراتية، ولهذا فإن قطر سهلت عمليات إيران الإرهابية في الشرق الأوسط، ولولا جيش التحالف العربي لكانت اليمن اليوم تعاني السيطرة الكاملة لإيران على المؤسسات اليمنية، ولإيران اليوم تواجد كبير في العراق ولبنان، ومعظم قرارات هذه الدول تتعرض للوصاية الإيرانية والتدخل الإيراني السافر في شؤونها، وهذا واقع مؤسف.
ليس المال وحده هو هدف قوى الشر العالمية لتبديد السلام في الشرق الأوسط، وإنما لها أهداف أخرى، من أهمها بقاء «إسرائيل» واستمرار الصراع العربي «الإسرائيلي»، وبالأمس استشهد برصاص الاحتلال الصهيوني العشرات من الفلسطينيين في المخيمات، وسقط العديد من الضحايا من النساء والأطفال في مسيرات العودة، لا جرم لهم سوى الدفاع عن أراضيهم التي سلبتها منهم «إسرائيل»، مما يبدد السلام في الشرق الأوسط، ويزيد من جراحاته وصراعاته.
إن عملية السلام في الشرق الأوسط تحتاج إلى نهوض دولها وتوحيد صفوفها ورسم استراتيجيات للم الشمل ورأب الصدع، وها هي دولة الإمارات خير نموذج للسلام والاستقرار بفضل القيادة الرشيدة التي سخرت كل جهودها لحماية أمنها وسيادتها والتي تسعى إلى نشر الاستقرار والأمان في الداخل والخارج، وهي نموذج عالمي للخير والسلام والتسامح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"