عُمان.. حيّانا

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

هذه الأرض لها جاذبية، وطعم خاص، رائحتها تشبهني، فيها شيء مني، وفيّ شيء منها، نبض له حميمية الروح، ووهج يرتع بين حنايا الفؤاد.

إنها عُمان.. منذ أن حلّت الطائرة في العاصمة مسقط، وأنا يتملكني هذا الشعور بالقرب، شعور يعرفه كلُّ إماراتي وعُماني، شعور خالص بالودّ، والمحبّة، والأخوّة، ووشائج القربى، شعباً وأرضاً وعرضاً، تحسّ فيها بأنك تعرف كل الوجوه، ويعرفك كل من تلقاه، الجميع وليٌّ حميم، فمنذ كان الزمن، والتاريخ، والأرض، كنّا يداً واحدة، من قبل مجان والجلندي، مروراً باليعاربة، حتى مؤسِّسَي النهضة والحداثة، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، وصولاً إلى قائدَي المستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، اللحمة واحدة، والحسّ واحد، والنبض واحد، كل ما فينا شعب وأرض يجمعنا.

كنت في زيارة إلى بلدي عُمان، بأرض مسقط، حيث التقيت الوجوه الطيّبة، التي كانت برحابة السماء، وودّ الماء وصفائه، وحنين الأرض الولهى. وجوه لا تفارقها الابتسامة، وعيون تشعّ بالصفاء، والودّ، والشهامة، تستقبلك، كما تودّعك، بسويداء قلبها.

زرت العديد من الأماكن التي يجب أن يزورها كل من تطأ قدمه هذه الأرض الطيبة المعطاء، ليعرف عطاء أبنائها، وحضارتها، وعنفوانها، ومجدها، زرت المتحف الوطني، وبيت الزبير، وقصر العلم، وغيرها من المرافق والأماكن، وطوّفت في أزقة وحواري مطرح، وأخذني خاطر الصّبا إلى صحار، والباطنة، وفلج القبايل، وشدتني الذاكرة معها إلى رحلات تبدأ من البريمي، وبالذات من حماسه، منطلقة عابرة بركة الموز، وبهلا، وعبري، وسمائل، ونزوى، والسيب، ومسقط، حتى تصل إلى حتا لتعود إلى دبي، رحلة ليس فيها غربة، بل بيوت تستضيفك كأنك واحد من أهلها، وتشملك بكرمها، وطيبها، في كل خطوة من خطواتك.

التاريخ المشترك تفوح رائحته في كل مكان تجده في القلوب قبل صفحات التاريخ، تراه في السّر قبل العلن، تراه في ثنايا الثياب، تراه في الصخر، والسهل، والصحراء، تراه في كل الوجوه، تراه حاضراً عياناً في العلاقة الحميمة بين الإمارات وعُمان، قيادة وشعباً.

كل الشكر للأحبّة الذين شملوني بمحبتهم، وودّهم إخوتي «سعيد الصقلاوي، ومحمود حمد، ومبارك الجابري»، ولذلك السائق الذي سألني باشّاً: «من أين انت؟»، فقلت له من «الإمارات»، فقال باللهجة العمانية: «حيّانا» والتي تعني «أهلنا»، وعَنت لي الكثير.

لعُمان وكل شعبها الحبّ والود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycyx8wbs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"