عودة إلى "الدولة الناقصة"

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الحدث: زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند . الغاية: محاولة إقناع باريس بتأييد المسعى الفلسطيني بالعودة إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر/أيلول المقبل . النتيجة: نجاح فرنسا بإقناع الرئيس الفلسطيني بقبول دولة غير مكتملة العضوية في الأمم المتحدة .

يمكن اعتبار هذا ملخصاً لتطوارت مسار القضية الفلسطينية في مسارها التفاوضي، أو ما يسمى عملية التسوية المتوقفة منذ أكثر من عام، وتحديداً منذ ما قبل المحاولة الفاشلة للرئيس الفلسطيني لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو ما يسمى قمة العالم، في سبتبمر/أيلول الماضي . المحاولة حينها اصطدمت بالتلويح الأمريكي باستخدام حق النقض الفيتو من جانب الولايات المتحدة، إضافة إلى العجز في الحصول على الأصوات التسعة اللازمة في مجلس الأمن، وبالتالي انتهت إلى ما انتهى إليه عباس اليوم .

كيف ذلك؟

للتذكير، فإنه بعد فشل القيادة الفلسطينية في إقناع تسعة أعضاء في مجلس الأمن بالتصويت للدولة، ومنهم دولة أوروبية كانت محيّرة بين فلسطين وإسرائيل، صعد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إلى منبر الأمم المتحدة ليطلق مبادرته القائمة على نيل فلسطين عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة، في مقابل الدخول في خريطة طريق تفاوضية تمتد إلى عام من الزمن، يقوم خلالها الفلسطينيون والإسرائيليون بالاتفاق على نقاط الحدود والأمن، وتعلن في نهايتها الدولة الفلسطينية . وللتذكير أيضاً، فإن القيادة الفلسطينية رفضت اقتراح الدولة غير مكتملة العضوية، وقبلت في الدخول في مفاوضات تمهيدية لثلاثة أشهر مع الطرف الإسرائيلي . مفاوضات أطلق عليها مسمى اللقاءات الاستكشافية، انتهت إلى لا شيء، إذ لم يتمكن الطرفان، رغم الأوراق والرؤى المقدمة من الانتقال إلى الخطوة الثانية، وبالتالي عاد التلويح الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف، علّ السلطة تستطيع هذه المرة تأمين الأصوات التسعة المطلوبة، وتحرج الولايات المتحدة وتدفعها إلى الفيتو .

لكن المحاولة الجديدة سقطت في مهدها، وعدنا إلى الدولة الناقصة، التي كانت مرفوضة قبل عام من الآن . فالرئيس محمود عباس أعلنها صراحة في مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند، حين قال: سنتوجه إلى الجمعية العامة لأننا للأسف لم نحصل على الأصوات اللازمة في مجلس الأمن . وأضاف أنه إذا لم تنجح كل المساعي للعودة للمفاوضات، فبالتأكيد سنذهب إلى الجمعية العامة لنحصل على ما يطلق عليه اسم دولة غير عضو، رغم أننا سنصادف عقبات كثيرة من أطراف مختلفة .

وختم: إن سويسرا والفاتيكان قاما بذلك .

الحديث في مثل هذا الأمر كان بمنزلة شتيمة في السابق .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"