لا لشماعة «كورونا»

02:20 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

أظهر اقتصاد دولة الإمارات قوة أمام التحديات والتداعيات التي أفرزتها وتفرزها أزمة كورونا، أنه اقتصاد أساساته قوية، منحته مرونة قل نظيرها بين اقتصادات المنطقة والعالم.
وإلى جانب الدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه الحكومة للتقليل من تداعيات الأزمة، سواء مباشرة من قبل المصرف المركزي على شكل حزمة بأكثر من 100 مليار درهم، أو الحزم والمحفزات التي قدمتها الحكومات المحلية بالمليارات، بدأت مبادرات القطاع الخاص في الظهور عبر الدعم المالي المباشر، أو من خلال تخفيف الأعباء عن المستأجرين.
البنوك بدورها بدأت ترجمة حزمة دعم «المركزي» وتحويلها إلى استفادة عملية للعملاء المتأثرين بأزمة كورونا، وهو أمر من شأنه أن يقلص التداعيات على الشركات والأفراد معاً، ما يجعل حركة الاقتصاد تدور في حدها المناسب في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
التحرك المشترك للحكومة والقطاع الخاص، خطوة تحسب للإمارات ولاقتصادها الفعال، وهو تحدٍ سيتحول إلى فرص مجدية يجني ثمارها الجميع، فالكل يعي أهمية ما يحدث من تغيرات، والكل سيستفيد بعد انتهاء الأزمة، على خير.
لكن كما في كل الأزمات، هناك من يحاول استغلالها للاستفادة الذاتية منها، فيتوقف مثلاً عن دفع الرواتب، ويستغني عن الموظفين، ويؤخر أو يتوقف عن دفع المستحقات عليه، بحجة الأزمة على الرغم من وضعه المالي الجيد، واستمرار التدفقات المالية إليه، مركزاً فقط على «أنانيته».
يجب ألا يتحول «كورونا» إلى شماعة عند البعض؛ لأننا كلنا في مركب واحد، وعلينا جميعاً التعاضد والتعاون، والتفكير بصيغة الجماعة، انطلاقاً من ديننا الحنيف ومن المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، لنحذو حذو القيادة التي أكدت قولًا وفعلًا، تقديمها كل الإمكانات لإبقاء الجميع مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة سالمين غانمين.
الأزمات تصنع الرجال، و«الضربة التي لا تقتل تقوي»، هذا ما تعلمناه على مدار العقود الماضية من الإمارات وتجربتها النموذج، وهذا ما يؤمل أن نعمل عليه مجتمعين في مواجهة طارئ شل العالم ، وقضى على آلاف البشر، وأصاب المليارات بالرعب، وأفقد اقتصادات العالم أكثر من 20 تريليون دولار.امتلاك الإيمان والتحلي بالصبر، واتباع الإجراءات الاحترازية ، أدوات مهمة لتخطي الأزمة، ويبقى التضامن المجتمعي والاقتصادي أولوية نأمل من الجميع تبنّيها؛ للعبور إلى بر الأمان.
الإمارات قوية وشامخة قبل «كورونا»، وهي كذلك الآن، وستبقى كذلك في المستقبل، فشكراً لقيادتها الاستثنائية، ولفرق عملها التي تصل الليل بالنهار للحفاظ علينا جميعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"