نهاية العالم

فنجان قهوة
04:14 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل مدة، عرضت دور السينما المحلية فيلم (2010)، الذي يتحدث عن نهاية العالم حسب تقويم المايا، ولكن العالم الروسي السكندر توتوكوف يتصور سيناريو آخر للحدث يستند إلى أسس علمية، لا إلى التقاويم والتكهنات، فهو يقول إن أبحاثه كشفت أن الشمس تتمدد بشكل مستمر، وبعد ملايين السنين ستلامس قشرتها الخارجية الغلاف الجوي لعطارد وتحول هذا الكوكب الصغير الذي ارتبط في أذهان الفلكيين بالحكمة والنباهة إلى بخار، ومع استمرار تمددها ستصل إلى الغلاف الجوي للزهرة، التي ترتبط في أذهان المنجمين بالحب والجمال والحياة الناعمة، فتبخرها هي أيضاً، ثم تستمر بالتمدد حتى تصل إلى الغلاف الجوي للأرض، وتبخرها هي أيضاً، ولكن البشر في ذلك الحين سيكونون قد انتقلوا إلى كوكب آخر وأرّضوه (أي حولوا جوه إلى ما يشبه الأرض) وبدأوا حياة جديدة .

حديث البروفيسور الروسي عن نهاية العالم مشروع مؤجل، إذ إنه سيحدث بعد ملايين، وربما مليارات السنين . ولكن هنالك من يتكهن بالنهاية قبل انتهاء هذا القرن، ومن ذلك الفلكي الفرنسي ميشيل نوستراداموس، الذي نشر تكهناته (القرون) عام 1556 وتحدث فيها عن كل ما يجري في العالم حتى اليوم الآخر .

وأول مرة سمعت فيها عن نوستراداموس كانت عام 1967 من سليم اللوزي، وكنت في ذلك الحين صحافياً ناشئاً، وزرته في مكتبه برفقة مدير تحرير الحوادث في ذلك الحين، الياس سحاب، ودار الحديث عن توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل بسبب طلب عبدالناصر سحب القوات الدولية من سيناء، فقال اللوزي أشعر بالخوف، فنوستراداموس يتحدث عن حرب بين العرب وإسرائيل في هذه السنة ويقول إن الانتصار فيها، إذا جرت، سيكون لإسرائيل، واستغربت أن يؤمن شخص مثل اللوزي بتخاريف الفلكيين، فقال لي أن نوستراداموس كتب تاريخ العالم منذ عام ،1556 وأثبتت الأيام صحة تكهناته .

ويقول نوستراداموس إن بداية نهاية العالم ستكون خطراً يأتي من الشرق وناراً تسقط من السماء وتدمر المدينة الجديدة أي نيويورك، واحتلال المسلمين العرب لأوروبا بأكملها قبل منتصف هذا القرن، ونشر الإسلام فيها، (وهو ما تكهنت به البلغارية العمياء فانجا التي ماتت عام 1996)، وظهور المسيح الدجال .

وظهور المسيح الدجال تنبأ به الفلكي الأمريكي أدجار كاسي الذي توفي عام ،1945 وقال إنه قبل ظهوره سيحدث تغير في تموضع القطبين الشمالي والجنوبي مما يؤدي إلى الكثير من الزلازل والانفجارات في المنطقة القطبية، والجفاف والقحط وندرة الغذاء وتغير في تضاريس أوروبا وغرق اليابان تحت البحر، وحدوث تصدع في القسم الشرقي من أمريكا يؤدي إلى اختفاء ولاية كاليفورنيا بأكملها تحت مياه المحيط .

والعرافة الروسية ماترونا موسكوفسكايا التي توفيت عام 1952 توقعت أن ينتهي العالم بكارثة طبيعية، وقالت: لن تحدث حروب في المستقبل، وستموتون من دون حرب، وسيسقط الكثير من الضحايا، ينامون على الأرض ويموتون، في المساء، سيكون كل شيء على الأرض، وفي الصباح يسقط الجميع .

والطريف في تكهنات العرافة البلغارية فانجا أنها أعطت إشارة لبداية النهاية هي: اختفاء الثوم والبصل والنحل من الأسواق . وعندما يحدث ذلك، لنا أن نخاف .

أبو خلدون

abukhaldoun@maktoob .com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"