نيشان وماجدة

على الوتر
03:54 صباحا
قراءة 3 دقائق

لم يستطع المايسترو والعراب نيشان أن يتخلى عن ذاتيته وهو يختار اسم برنامجه الجديد أنا والعسل لتتصدر أنا الاسم، وتتصدر الأنا الفكرة وأسلوب صياغة وطرح الاسئلة والأداء العام لمذيع يتنجم على ضيوفه في إطار محاولاته القديمة المتجددة لتقديم نفسه في صورة نجم حتى لو كان الثمن التخلي عن دور الإعلامي ووقاره ومنهجه في إطار السعي لكشف أو البحث عن الحقيقة .

من تابع نيشان في برامجه السابقة ويتابعه في برنامجه الحالي يجده يعاني داء النجومية، وهو ما يتضح من أسماء برامجه وطريقة كلامه وأدائه أمام الكاميرا، وقد يكون من حقه ومن حق غيره من الإعلاميين العيش في وهم النجومية، وفي المقابل فإن من حق المشاهدين تقييمه في إطار الأداء والصورة التي اختار أن يظهر بها عليهم، وقد تكون حالة التنجم لها ثمن لابد أن يدفعه من تستقطبهم، سواء بانصراف الناس من حوله، أو عدم استقراره في وسيلة إعلامية معينة أو غير ذلك .

أنا في البرنامج تعود إلى نيشان، أما العسل فهن ضيفاته حيث اختار أن يقدم برنامجاً لا يستضيف سوى نساء من نجمات الغناء والتمثيل والمجتمع، ولعلها ضربة معلم أن تكون أولى ضيفاته هي الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي التي تعتبر عنواناً للالتزام والوقار في عالم الغناء العربي، وعنواناً للهدوء في حياتها وعلاقتها مع المحيطين بها .

وعندما تم الاعلان عن اسم الفنانة ماجدة الرومي ضيفة لأولى الحلقات استبشر الناس خيراً بالبرنامج، وتوقعوه مختلفاً باعتبار أن ضيفته الأولى مختلفة، واطلالاتها نادرة، وكلماتها قليلة، ولكن بعد بدء الحوار، وجدنا أن نيشان أنا والعسل لا يختلف بحال من الأحوال عن نيشان المايسترو ونيشان العراب .

حاول نيشان أن يستنطق ماجدة بما تشتهي نفسه، وبما يثير المشاهدين، وبذل جهداً في دفعها للبكاء بإحياء كل الذكريات المؤلمة في حياتها، ولكن من دون جدوى، لتؤكد الضيفة أنها لا تقول إلا ماتريد، وأنها عصية على أحلام وطموحات إعلام الإثارة، وأنها سيدة حديدية الإرادة تزن كلماتها بميزان الذهب قبل أن تنطقها .

نيشان بحث في حياة ماجدة عن محطات مؤلمة، وحاول أن يعيدها إلى مرحلة المراهقة ويفتح معها صفحة الزواج ويلامس خلافها مع والدها حوله، ولكن من دون أن تقول جديداً، وجاءت كلماتها لا تختلف كثيراً عما يمكن أن تقوله أي سيدة شرقية عاشت تجربة زواج وضحت من أجلها بالكثير، وفي النهاية لم تكن موفقة فيها، لتأتي كلماتها حاملة معنى الندم من دون أي فجاجة، كما عبرت عن ندمها لعصيانها كلمة والدها يوم أصرت على الزواج بمن تحب رغم إرادته، وعزت هذا الخطأ لصغر سنها والذي لم يكن يتجاوز ال 16 عاماً، ونصحت كل فتاة بأن تطيع والديها وتستمع لرأيهما في ما يتعلق بقراراتها المصيرية .

منطقة جدلية أخرى حاول أن يخرج منها نيشان بمغانم من دون جدوى، وهي ثورات الربيع العربي، والتي تم تصنيف الفنانين في مختلف الدول العربية على حسب مواقفهم منها، ولكن أيضاً كانت ماجدة الرومي السيدة الدبلوماسية التي تقول كلاماً لا يؤخذ عليها لا من المؤيدين ولا المعارضين .

أهم ما استفاد منه المشاهدون هو تقديم ماجدة الرومي بعض أغنيات ألبومها الجديد غزل بمصاحبة عزف على البيانو، لنستمتع بصوتها وأدائها وكلماتها، ولتأتي هذه الأغنيات أكثر تعبيراً عنها من الحوار .

استضاف نيشان ماجدة الرومي في أولى حلقات برنامجه أملاً في مكاسب إعلامية وجماهيرية من ورائها، ولكن تبدلت النتائج ليخرج نيشان من الحلقة كأن لم تكن، ولتخرج ماجدة الرومي وهي حاصدة المزيد من احترام الناس لها ولحياتها ولأغنياتها ولوقارها ودبلوماسيتها .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"